Site icon IMLebanon

“القوطبة” على الذكرى… والكراسي

 

 

منظومة تجيد “القوطبة”، وببراعة وتفنّن لمجرمين فاقوا بإجرامهم كل ما يمكن للعقل أن يتخيله. وفاقوا بوقاحتهم كل منطق وبيان وبرهان.

 

وها ان العتمة الكلية الوطأة هاجمة كوحش فضائي، فمن يقود المنظومة ويحدد لها مسارها، لم يكتف باستغلال الفساد الممنهج وصولاً إلى موت كهرباء الدولة، ليعمل بحرص دؤوب على استغلال السوق السوداء بوسائل أشد سواداً لإبادة خدمة المولدات التي حلّت محلها وبأسعار تمصّ ما تبقى من فلس الأرملة الذي طار من جيوب اللبنانيين.

 

والخبز لن يكون زاد الفقراء بعد حين، وقد يصبح أغلى من الذهب والدولار الطازج.

 

فها هو وزير الصحة يتغنى بجهوده العقيمة لمحاربة الاحتكار في حين لا دواء ولا مستشفيات. وها هو المرشح “بصعوبة” إلى رئاسة الجمهورية لوجود من ينافسه في تنفيذ أجندة المحور وببراعة ونذالة قل نظيرهما، يحاول رفع أسهمه وتذكير أولياء أمور الرئاسة ومصادري السيادة بوعودهم، فيعلن رفضه المس بالحصانات ويتحدى القاضي فادي بيطار بأن يعلن عن الجهة التي استوردت النيترات إلى مرفأ بيروت، وكأنه يعرف حدود القضاء وعبثية كل هذه التحقيقات التي تحور وتدور في نقطة لا تؤدي إلا الى مزيد من التعقيدات، لعجز واضح وفاضح عن كشف المكشوف أصلاً. وإذا ما خرجت من هذه النقطة… حينها…تصبح جهنم الحالية جنة عدن لهول ما يمكن أن يحدث!!

 

وكل ذلك وغيره على عتبة الرابع من آب… إذ لا بد من جهود حميدة تسابق الزمن لتغتال الذكرى الأولى لجريمة تفجير المرفأ وتلتف على الحركات الموعودة، ليس فقط لأهالي الضحايا، ولكن للبنانيين الذين شبعوا موتاً وذلاً… أم أنهم لم يشبعوا؟؟

 

أما قمة المهازل والإجرام فليست في لائحة العار التي تكوكب موقِّعوها للدفاع عن سمعة المسك الفائحة رائحتها من أداء البرلمان الحامي للمنظومة لأن دود الخل منه وفيه، ولكن في الإمتعاض من أن “بعض الجهات المعروفة الهوى والانتماء تواصل التصويب على المجلس النيابي وعلى السادة النواب”.

 

فالضحايا وذووهم تجاوزوا الحدود مع الوصول إلى ذروة حملة استهداف “إلى حد إصدار الاتهامات والأحكام خلافاً لأحكام ونصوص الدستور ولقواعد القانون والعدل وتضليلاً للحقيقة”.

 

بالتالي، “القوطبة” على أشدها، وعدة الشغل كاملة مكتملة وحارقة خارقة، يتم تنفيذها بإشراف المُصادِر للسيادة وتوجيهاته وعلى جبهات واسعة، تشمل ضرب العمود الفقري لمبدأ حياة اللبنانيين من جهة، وتوزيع أدوار البيادق طائفياً، بحيث يغار فريق بعينه على سمعة المسك، في حين يمتنع فريق آخر بالتكافل والتضامن، لحسابات استقطاب ساحته وجمهوره على اعتبار أن جريمة تفجير المرفأ يجب ان تبقى وكأنها استهداف للمسيحيين دون سواهم، لتعزيز مكانة من يدعي حماية حقوق هؤلاء المسيحيين لتبرير مسيرة التعطيل والتخريب والدمار الشامل لمقومات الدولة خدمة للمحور الذي يدين له ويلتزم به، ليسارع الشريك المضارب إلى المزايدة. فيصير الأعدقاء روحين في جسد واحد على اعتبار أن الدق محشور وبورصة الأحلام الرئاسية وصلت إلى المنخار… و… يا ظالم… يا جربوعة…

 

لذا “القوطبة” تستوجب تحفيزاً لـ”القوطبة” عليها… سواء على عتبة الرابع من آب أو على العتبات المقدسة للكراسي…