دعم جنبلاط عون للرئاسة لا يعني حسم الأمور لمصلحته
مواقف منتظرة للحريري تحسم الجدل وتوضح الكثير من الحقائق
إذا كان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط قد أعلن في مقابلته المتلفزة تأييده رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فهذا لا يعني أنه قربه كثيراً من قصر بعبدا، في ظل استمرار ترشح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لهذا المنصب وهو الذي يحظى بدعم نيابي يفوق حتى الآن ما يتمتع به خصمه عون، إضافة إلى أن لا إجماع مسيحياً بعد على قائد الجيش الأسبق ليكون رئيساً للجمهورية، ما يعني أن الأمور ما زالت في دائرة المراوحة، بانتظار بروز معطيات إقليمية تسمح بتحديد طبيعة المسارات التي سيسلكها الملف الرئاسي في المرحلة المقبلة، وهذا ما يستبعده المراقبون في الوقت الراهن، طالما أن الصراع في سوريا ما زال محتدماً، الأمر الذي يفسح في المجال أمام الفراغ الرئاسي لإحكام قبضته أكثر فأكثر على مقام الرئاسة الأولى الشاغر منذ أكثر من سنتين.
ولا يظهر من خلال المواقف المعلنة، أن القيادات السياسية ستصوم عن الكلام في هذا الشهر الفضيل، حيث ينتظر أن تكون الإفطارات الرمضانية مناسبة لإطلاق المزيد من المواقف المتصلة بالاستحقاقات الداهمة، وتحديداً الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية، بعد السجالات الكلامية بين الأطراف السياسية وحتى ضمن الفريق الواحد. وعُلم أن رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري قد يتحدث في إفطار رمضاني غروب الأحد المقبل، عن آخر التطورات في لبنان بعد الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة ويحدد موقفه من كافة الملفات ويشرح بالتفصيل رؤيته للمرحلة المقبلة وما يفترض اتخاذه على الصعيد السياسي من خطوات، من شأنها تحصين الساحة الداخلية وإعادة التأكيد على وحدة «14 آذار»، كذلك الأمر سيتطرق الرئيس الحريري إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي في ظل استمراره في ترشيح النائب فرنجية ومستقبل علاقاته مع حليفه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد الفتور الذي أصابها، على خلفية الموقف من الاستحقاق الرئاسي.
وفيما توقعت مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» أن يستمر الحريري على موقفه الداعم وبقوة للنائب فرنجية لرئاسة الجمهورية، باعتبار أن شيئاً لم يتغير يجعله يبدل في موقفه، إلا أنها رأت أن الظروف التي حالت دون انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنتين لا زالت قائمة، ولا شيء يُغيّر في الواقع، حتى ولو انحاز النائب جنبلاط لمصلحة عون، فـ«حزب الله» لا يرى مصلحته في ملء الشغور الرئاسي، لأنه لا يريد لا عون ولا فرنجية، وهما القطبان البارزان في مسيحيي «8 آذار»، ولهذا فإن الأمور مرهونة بحدوث تحول في الموقف الإيراني المتصلب، وبما يدفع إلى تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية والإيعاز إلى «حزب الله» بحضور جلسات الانتخاب، بما يكمل النصاب ويفسح في المجال أمام انتخاب الرئيس العتيد، كذلك الأمر فإن النائب فرنجية ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ«اللواء» في هذا الإطار، أبلغ مقربين منه أنه ليس في وارد الانسحاب لعون أو لسواه، طالما أن حظوظه الرئاسية لا زالت مرتفعة أكثر من عون، مشيراً إلى أن أحداً لم يطلب منه الانسحاب للأخير، لا «حزب الله» ولا غيره، وبالتالي فإنه يفضل أن يكون الرئيس نتيجة توافق داخلي بين «8 و14 آذار»، لا أن يأتي رئيس تحد لا يستطيع أن يقوم بدوره كما هو مطلوب، في ظل الانقسام الحاصل.
وتشير المعلومات إلى أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، يتوقع أن يتحدث في أحد الإفطارات الرمضانية في الأيام المقبلة ويضع النقاط من خلال ما سيقوله على حروف الأزمات الداخلية وتحديداً في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وموقف الحزب من الانتخابات النيابية والقانون الذي ستجري على أساسه.