Site icon IMLebanon

انطباعات إيجابية لاستقبال الحريري وترقب للنتائج رفع منسوب المواجهة للحزب يضعه على الطاولة!

حظيت الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لموسكو واستقباله من الرئيس فلاديمير بوتين بعد استقباله من وزير الخارجية سيرغي لافروف، بمتابعة دقيقة واهتمام كبير في لبنان، لجهة طبيعة هذه الاستقبالات التي خص بها المسؤولون الروس الحريري، علما أنه ليس في موقع رسمي، مما يعكس إقرارا بأهمية موقعه وما بات عليه موقع روسيا في المعادلة الاقليمية في ضوء تدخلها العسكري في سوريا وتأثيرها على مسار الامور فيها. وثمة انتظار لما يمكن ان تحمله هذه الزيارة من نتائج، خصوصا ان على جدول المحادثات الذي حمله الحريري معه الى موسكو ما يتصل حكما بموضوع رئاسة الجمهورية، لجهة محاولة فك أسر الرئاسة واسترهان لبنان، الى جانب استشراف أفق الحل السياسي في سوريا، على رغم أن كثرا لا يزالون يعتقدون، ما لم تبرز تطورات معينة تسمح بتبدل الامور، ان الموضوع الرئاسي غير قابل للحلحلة في المدى المنظور، استنادا الى ان لا تغيير ملموسا او محتملا حتى الان في موقف “حزب الله” من دعم العماد ميشال عون حتى إشعار آخر، في حين أن هذا الاخير قد يرى الظروف مواتية بالنسبة اليه اكثر من اي وقت مضى، مع ما يعتبره هو انه صاحب حق، فيما قد يكون يرى ان التطورات السورية تصب في مصلحته، وربما تنعكس في الداخل أيضا، على رغم أن عون ليس واردا في حساب أفرقاء داخليين بالمقدار نفسه تماما لتمسك الحزب به. انتظار نتائج زيارة الحريري لموسكو يأتي في ضوء تطورين لافتين يتصلان بالداخل اللبناني: احدهما موقف السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي قال ان المملكة السعودية لم تدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، بل دعمت مبادرة أوحت أن هناك اجماعا عليها، لكن لم نر هذا الاجماع. ومع انه موقف ديبلوماسي يشي بوقائع الامور من جهة، كما يشي بنوع من الحيادية تعبيرا عن عدم تدخل المملكة في الشأن الرئاسي في لبنان من جهة اخرى، فإن ثمة تفسيرات أعطيت على قاعدة أنه قد يعني ان المملكة التي دعمت مبادرة ان ينتخب مرشح من قوى 8 آذار لم تعد في هذا الوارد بعد الآن، أقله وفق البعض، علما ان آخرين لم يروا هذا البعد في كلام عسيري، وان مقربين من النائب فرنجية لم ينزعجوا من هذا الكلام، خصوصا ان عسيري اتصل بفرنجية مهنئا بعيد الفصح، كما ان فرنجية قد يرتاح الى عدم وجود فيتو من المملكة على وصوله الى الرئاسة، وربما لا ينتظر دعما صريحا منها.

والتطور الآخر اللافت كان موقف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العقيد الركن احمد عسيري خلال مؤتمر صحافي له في باريس عن وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني، وقوله انه لا ينفع ان نعطي أسلحة ستصبح في أيدي “حزب الله” في سوريا، لقتل الشعب السوري. هذا الكلام وفق معلومات مصادر معنية يأتي في سياق الرد على مواقف فرنسية وأميركية منزعجة في الواقع من وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني، وتضغط في اتجاه استئناف الرياض تقديم هذه المساعدات والعودة عن قرارها في هذا الشأن. يعزز هذا التقويم ان عسيري ذكر انه اليوم لا أحد يتكلم على الجزء المتبقي من قرار مجلس الامن 1701 الذي ينص على إزالة سلاح “حزب الله” كما توقع ان يتحول مقاتلو الحزب مستقبلا الى “داعش” آخر، لكسب معيشتهم، وكأنه بذلك يحاول أن يرد على موقف أميركي اختار عدم إعطاء المعارضة السورية أسلحة، خشية وقوعها في أيدي عناصر “داعش”. وتاليا فهو يبعث برسالة الى الاميركيين في شكل خاص لكي يثيروا سيطرة الحزب على لبنان، بدلا من الضغط في اتجاه آخر، إلا أن هذا الكلام يثير تساؤلات في الوقت نفسه في ضوء العنوان الذي ترفعه المملكة عن سيطرة الحزب على الوضع اللبناني حول ما اذا كان يرتقب أن ترفع المملكة السقف في موضوع شخص الرئيس المحتمل لرئيس الجمهورية، وتضع شروطا تتصل بواقع تمتعه بالقدرة على استعادة سلطة الدولة وانتزاعها من يد الحزب. فالمرحلة السابقة كما المرحلة الراهنة تفيد أن ايران، عبر الحزب، لا تزال تسترهن رئاسة الجمهورية وتخضعها لشروطها من حيث التوقيت كما من حيث شخص الرئيس المقبل. فاذا كان للمملكة من كلمة في موضوع الرئاسة استنادا الى الابتعاد الطوعي عن الوضع اللبناني ووجود مسائل او اولويات اخرى لدى المملكة، فهل يعني رفع السقف في موضوع الحزب ما يتخطى الخلاف المباشر مع ايران الى امرين مهمين: احدهما هو شخص الرئيس المقبل الذي سيطلب منه جملة أمور تتصل باستعادة سيادة الدولة وقرارها، اي ان تكون هناك شروط مضادة للشروط التي يضعها الحزب بالنسبة الى شخص الرئيس، والآخر هو اذا كان مستقبل الحزب وطبيعته كحزب سياسي او عسكري سيشهد دفعا من المواقف السعودية في شأنه، وانعكاسات هذه المواقف على لبنان الرسمي والسياسي واستدراجها انعكاسات مماثلة من الدول الخليجية لان يكون على اي طاولة للبحث حين يكون لبنان على جدول اعمال الدول الاقليمية. البعض لا يرى ذلك ما لم تكن ثمة متابعة من السعودية لمواقفها الصارمة في هذا الاتجاه، اي ان تضع شروطا فعلية على الطاولة لاحقا، وهذا ليس واضحا بعد.