بري يُشدّد على تفعيل عمل الحكومة… ويدعو للتوحّد في وجه الإرهاب
قانون الانتخاب باق على الطاولة… والتفاصيل للّجنة النيابيّة
تميزت جلسة الحوار العاشرة التي ترأسها الرئيس نبيه بري امس في عين التينة عن سابقاتها بالشكل والروح والمضمون… وانعكست الاجواء الايجابية التي لاحت في الافق مؤخرا على النقاشات ومداخلات المتحاورين، ما جعل العديد منهم يعرب بعدها عن ارتياحه للمناخ العام للجلسة ويعتبرها بانها كانت «مفيدة وكانت نقاطها محددة» كما قال النائب وليد جنبلاط.
ويمكن القول ان كل شيء قد طرح على الطاولة المربعة الجديدة المستحدثة في عين التينة، مع الاشارة الى نصيب الكلام عن رئاسة الجمهورية كان هذه المرة اقل من الجلسات السابقة لا لشيء سوى لان المتحاورين انتهوا في الجلسة الماضية من مواصفات الرئيس، بعد ان تكلموا في هذا الاستحقاق على مدى تسع جلسات.
واذا كان البارز في جلسة الامس الحضور القوي للوضع الامني والتهديد الارهابي الدائم للبلاد، فان ما يسجل ايضا بشكل لافت تأكيد وحرص الرئيس بري في اكثر من مرة على وجوب اعادة تفعيل عمل الحكومة لان الظروف والحاجات تقتضي مثل هذا الحضور، مؤكدا ايضا على الموقف الذي نقل عنه عشية الجلسة وهو العمل من اجل عقد جلسات اخرى لمجلس النواب لمتابعة درس واقرار العديد من المشاريع المهمة.
وتقول المعلومات ان معظم المتحاورين شاركوا الرئيس بري هذا الرأي وان بعبارات وطرق متنوعة ومختلفة احيانا.
ـ للاستثمار على الامن ـ
واستهل الرئيس بري بدعوة المتحاورين للوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة ثم قدم مداخلة قصيرة شدد فيها على وجوب «الاستثمار على الامن» مشيدا بدور الجيش والقوى الامنية كافة والانجازات التي حققتها وتحققها ان على الصعيد الامني او على صعيد محاربة الارهاب وملاحقة الخلايا الارهابية.
وبعد ان استعرض ما جرى في الجلسة الاخيرة من الجلسة الحوارية افسح في المجال الى المتحاورين للادلاء بما لديهم.
وحول الوضع الامني تقاطعت المواقف حول الاشادة بالجيش والقوى الامنية واجمع المتحاورون على الوقوف جميعا في وجه الخطر الارهابي الذي لا يميز بين اللبنانيين والذي يستهدف كل الوطن.
ووفق المعلومات ايضا فقد انتقد الرئيس فواء السنيورة قتال حزب الله في سوريا مكررا موقفه السابق لكن النائب محمد رعد ردّ عليه مشيرا الى ان خطر الارهاب لا يقتصر على لبنان بل المنطقة بأسرها لا بل تأكد امتداده الى انحاء العالم كما حصل في فرنسا.
وتدخل الرئىس بري ليؤكد ان الارهاب هو خطر اممي باعتراف العالم بأسره، وان المسألة لا تحتاج الى اسباب وبراهين، والمهم ان نقف جميعا في وجه هذا الخطر ونساهم في زيادة تحصين لبنان واستقراره وسلامته.
ـ حرب الارهاب عالمية ـ
وكان للعماد ميشال عون مداخلة شدد فيها على أنّ حرب الإرهاب هي حرب عالمية والقائمون بها لا يعترفون لا بحدود ولا بحرية معتقد، وقد تفلتت من رعاتها، لذلك يجب أن تكون مواجهتها من خلال خطّة شاملة، أبرز عناصرها تحقيق التقارب من دون التسليم للأمر الواقع وللجزئيات، كما شدد على أنّ الأزمة الإقتصادية هي أزمة عالمية ولا يمكن أن تمطر نموّاً في لبنان، فيما تمطر قحطاً في الدّول الأخرى.
هذا وشدّد ايضا على أنّ المواصفات الواجب اتّباعها لإقرار قانون جديد للانتخاب هي العدالة والتمثيل الصحيح، كما وتصحيح الخلل القائم من دون أيّ مواربة.
وركز ايضا مرة اخرى على ان الارهاب لا يستهدف لبنان او مكوّنا من لبنان بل يستهدف العالم بأسره، والمطلوب مواجهته من خلال خطة شاملة تستند الى اكبر قدر من التقارب بين اللبنانيين.
وتطرق من هذا الموضوع الى القول علينا ان نعمل لبناء لبنان وان لا ننتظر او نبقى في دائرة الانتظار، لانه بعد الاستحقاق على الاقل الرابح يكسب لبنان معمرا وان رئاسة الجمهورية تكون لها قيمة وافعل اذا ما ساهمت بالتغيير.
النائب محمد رعد قدم مداخلة ثانية ركز فيها على وجوب استمرارية عمل المجلس النيابي التشريعي دون التوقف عند الجلسة الأخيرة التي عقدت، متسائلا ما هي الاسباب والمبررات لوقف هذه الجلسات؟
وتدخل الرئيس بري مؤكداً استمرار الجلسات وعدم علاقته بأي حديث عن تسوية من هذا النوع.
ـ مشكلة النفايات ـ
وسجل ايضا في جلسة الأمس حضور موقف السيد حسن نصرالله ودعوته الى تسوية شاملة ورد الفعل الايجابي الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري. وجرى الحديث عن الاجواء الايجابية التي سادت في ضوئهما، لكن مصدراً مشاركا في الجلسة قال ان كل من تكلم وضع الامور في اطارها من وجهة نظره.
ولفت النائب رعد الى ان ما قاله سماحة السيد ليس جديداً بصورة عامة، وهو فعل ايمان بالحوار والتلاقي بين اللبنانيين، مشيراً الى ان الرئىس بري كرر الكلام عن سلة الحل في اكثر من جلسة حوارية.
وقبل انتهاء الجلسة والانتقال الى مائدة الغداء التي اقامها الرئىس بري للمتحاورين اثار الرئىس تمام سلام مرة اخرى مشكلة النفايات، مشيرا الى ان الجهود المبذولة لمعالجتها اصبحت في وضع متقدم.لكنه قال ان هناك حاجة لمزيد من المتابعة وانه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء بعد الانتهاء والوصول الى نتيجة حاسمة.
واذ تحدث عن الحلول الطويلة الامد التي تعتمدها العديد من الدول من خلال معامل المحارق، رجح كحل آني الذهاب الى ترحيل النفايات.
ـ توجه لعقد جلسة
لمجلس الوزراء ـ
وقال احد المشاركين في الحوار ان هناك توجهاً لعقد جلسة لمجلس الوزراء في اسرع وقت لحسم موضوع النفايات، مشيراً الى ان هذا الامر سيشكل بابا لعودة جلسات الحكومة تحت اطار «القضايا الملحة»، بمعنى أن يأخذ عمل الحكومة منحى شبيها بالعمل التشريعي اي تحت سقف الضرورة او القضايا الملحة.
وفي شأن قانون الانتخاب جرى التأكيد في ضوء المداخلات على ابقاء هذا الموضوع على طاولة الحوار، باعتبار انه متعلق بالقرار السياسي الجامع وليس مسألة تقنية. اما الامور التقنية والتفصيلية فستترك للجنة النيابية التي ستتشكل في اجتماع هيئة مكتب المجلس الذي يرأسه الرئىس بري اليوم.
ـ البيان الرسمي ـ
وصدر بعد الجلسة البيان التالي: «جدد المجتمعون استنكارهم للجريمة الارهابية التي وقعت في برج البراجنة، والتقدير للالتفاف الوطني الجامع على ادانتها والتضامن الذي عبرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الارهاب.
وقدروا عاليا جهود الاجهزة الامنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشف كل تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين، وشددوا على اهمية استمرار التنسيق في ما بينها للحفاظ على الاستقرار وضبط اي محاولات ارهابية.
وكان إجماع بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحة».