IMLebanon

تصعيد عون يستبق تسريح روكز في تشرين الأول إيجابية متبادلة بين بري و”المستقبل” تسهّل التشريع؟

هل هي مصادفة أو سوء طالع لقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز أن يتزامن موعد إحالته على التقاعد مع موعد إنتهاء ولاية العماد جان قهوجي في قيادة الجيش، وبهذا تكون كل الضغوط التي مارسها رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بما فيها تعطيل الحكومة لم تفلح في إيصال روكز إلى القيادة، بل أعطت مفعولاً عكسياً، ارتدّ سلبا على العميد المغوار وحرق اوراقه وأسقطه من السباق إلى اليرزة.

في حصيلة التصعيد العوني الرامي إلى الدفع بروكز إلى قيادة الجيش أكثر من نتيجة سلبية على “التيار الوطني الحر” من جهة، وعلى قائد فوج المغاوير تحديدا من جهة أخرى.

أول التداعيات تمثل بردة الفعل العكسية التي عبَر عنها قرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي أكد وحدة القرار والكلمة داخل “تيار المستبقل” وإنتفاء صبغات الصقور والحمائم في صفوفه.

لقد عوّل عون كثيرا في الاسابيع القليلة الماضية على وعد يدعي انه حصل عليه من رئيس “المستقبل” الرئيس سعد الحريري لإتمام مقايضة تقضي بتعيين روكز على رأس المؤسسة العسكرية مقابل تعيين العميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الامن الداخلي. وشكا كثير أن صقور التيار كانت تقف بينه وبين كلمة الحريري. ورفع سقف تهديده آملاً عشية جلسة مجلس الوزراء التي هدد بتعطيلها إذا لم تقر تعيين روكز، أن ينجح وزير الخارجية جبران باسيل خلال وجوده في السعودية ضمن الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة إلى المملكة في أن ينتزع من الحريري إلتزاما في هذا الشأن. لكن باسيل الذي حرص على إلتقاط صورة له على الدراجة البرتقالية للحريري ونشرها على صفحته الالكترونية، في بادرة تشير الى الود القائم بين التيارين، لم ينجح في إنتزاع خلوة مع زعيم “المستقبل”، الذي إختلى برئيس الحكومة لأكثر من ساعة تقريباً.

لتوتر عون ما بات يبرره. إذ جاء قرار المشنوق في شأن تأجيل تسريح اللواء إبرهيم بصبوص صادماً: سنتان بدلا من 3 أشهر. وهذا يعني عمليا بحسب المعلومات المتوافرة أن التمديد لبصبوص سينسحب تمديدا لقهوجي، فيما يحال روكز على التقاعد مع تراجع حظوظ تأجيل تسريحه.

اما التمديد لقهوجي فترتبه ظروف تعذّر إنضاج تسوية قريبة تفضي إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لا الاجواء الدولية تشي بأجواء متفائلة، ولا المناخ الداخلي يعكس ترجمة لتسوية محتملة، وخصوصا أن الكلام الاخير لنائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يقطع الشك باليقين بإستحالة إجراء إنتخابات في ظل الظروف الإقليمية والدولية على مسافة ايام من التوقيع النهائي للإتفاق النووي، او في ظل الظروف الداخلية بعدما سحب قاسم عن عون صفة المرشح التوافقي التي كان يسعى الرجل عبثا إلى ترويجها.

وإذا كانت الحكومة السلامية أكثر المتضررين من التصعيد العوني الذي أدى إلى تعطيل أعمالها ودفع رئيسها إلى التريث في الدعوة الى عقد جلسة اليوم، فإن المعلومات المتوافرة في هذا الشأن تشير إلى ان إتصالات سلام ومشاوراته لم تنجح حتى الآن في تذليل العقدة العونية. في حين ان زعيم “التيار الوطني الحر” المفتقد إلى الحركات الشعبية، دعا جمهوره إلى إستعادة مشهد الحشد الشعبي عبر رسائل توجه إلى المواطنين تحت عنوان: “بيروت تنادينا للقاء الجنرال في الرابية”. وفي المعلومات ان تريث سلام سينسحب لاسبوع ثان وربما ثالث، فيما يجري العمل جدياً على تفعيل المجلس النيابي من خلال إحياء الاتصالات في شأن “تشريع الضرورة”. وكانت كتلة “المستقبل” تلقفت الموقف الداعم لرئيس المجلس نبيه بري للرئيس سلام حين اعلن ان وزيري “امل” لن يقاطعا الجلسات الحكومية، فدعت إلى ضرورة عدم تعطيل المجلس النيابي والمبادرة الى النظر في إقرار المشاريع وإقتراحات القوانين الملحة والضرورية” كما جاء في بيان الكتلة اول من أمس.