IMLebanon

«ايجابيات» بقرب وصول عون الى بعبدا

في موازاة حركة الاتصالات الداخلية والخارجية على الخط الرئاسي، بفعل انعدام التوافق اللبناني على هوية الرئيس العتيد، وغياب اي جهد او ضغط خارجي لملء الفراغ الرئاسي لغرق دول القرار في ازمات المنطقة، برز حراك داخلي متجدد عنوانه «مبادرة الاستاذ» وما تولد عنها من «ايجابية» بقرب وصول العماد عون الى بعبدا، وسط عجز الكثيرين حتى تاريخه، عن فهم المتغيرات الطارئة التي قد تقلب المقاييس، حيث للاطراف الاقليمية الفاعلة وجهة نظر مختلفة في اساس اللعبة الرئاسية اللبنانية، تؤكد ارتباط الداخل اللبناني بالغلاف الاقليمي المحكوم راهنا بأزمتين: الازمة السورية المعروفة اطرافها ،من جهة، وازمة الروس مع الاميركيين والاوروبيين حول اوكرانيا التي بدأت تتجه نحو احياء الحرب الباردة بين الطرفين.

وفيما يواكب لبنان عملية التفاوض السوري في جنيف على قاعدة ان ثمة قراراً اقليمياً – دولياً بحفظ الاستقرار فيه، رغم لعبة عض الاصابع الذي يجد نفسه منغمسا فيها، وتترجم وضعا امنيا يغلي على وقع الشائعات المضخمة خدمة للمعارك السياسية، تقر مصادر سياسية متابعة، ان اي تسوية اقليمية لن تنعكس ايجاباً بالضرورة على لبنان والمأزق الرئاسي فيه، رغم اقتناع الجميع انه في حال فشل المفاوضات المتعثرة اصلا، فان موجة من التصعيد قد تضرب لبنان، مع العودة المرتقبة لمسلسل الاغتيالات السياسية والقلاقل الامنية، التي بشر بها البعض، والتي بدأت بوادرها بالظهور، ما بينته التحقيقات مع افراد الشبكات الارهابية المتهاوية خلال الايام الماضية.

في هذا الاطار رسمت اوساط سياسية مطلعة على بعض تفاصيل ما يجري خارطة طريق للاتصالات المحلية والدولية الجارية، والتي تؤشر صورتها الاولية، الى حاجتها لمزيد من الوقت لتحقيق اهدافها ، معددة ابرز محطاتها:

– اهتمام المراجع السياسية في بيروت بمتابعة نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى العاصمة الايرانية ولقائه كبار المسؤولين، حيث علم ان الملف اللبناني سيكون طبقا اساسيا على الطاولة من ضمن سلة اغراءات مقابل تسوية واضحة عمل الفرنسيون على اعداد بنودها بمباركة اميركية روسية وموافقة سعودية فاتيكانية، اذ تشير الاوساط في هذا الاطار الى توقعات كبيرة بتجاوب الفريق الايراني مع الطروحات.

-لقاء الرئيس نبيه بري، التي لم تتضح حقيقة التقدم «الملموس» الذي تحدث عنه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على خط الاستحقاق الرئاسي، ما دفع الاوساط السياسية الى السؤال عن ماهية هذا التقدم وكيف سيتبلور، في مقابل تاكيد مصادر الرابية أنّ هذا التفاؤل يستند إلى سلسلة معطيات وتحليلات متداخلة إقليمياً وداخليا، تكونت لدى العماد نتيجة الاتصالات والمشاورات التي اجراها خلال الايام الماضية، وتعويله على امكانية الوصول الى نتائج ايجابية في حواراته، ما سيشرع له ابواب المستقبل ومن خلفه السعودية، فمفتاح انتخاب «الجنرال» يتوقف على نتائج حواره مع «الشيخ»، بحسب مصادر وسطية.

-حوار المستقبل – حزب الله، الذي يتجنّب الخوض بالأسماء، رغم تحديد حزب الله لمواصفات الرئيس العتيد التي لا تنطبق الا على العماد ميشال عون، الامر الذي قابله المستقبل بانه لا يمكن إمرار الاستحقاق الرئاسي إلا عبر رئيس بمواصفات بيك زغرتا، رغم سقوط طرح الاخير على انتخاب المرشح الذي يحظى بتوافق مسيحي وبدعم من العماد عون، علما ان الحريري كان وعد بري خلال زيارته الاخيرة الى عين التينة بان يحسم مسالة دعم عون للرئاسة قريبا. فهل هذا ما نقل لعون ودفعه للحديث عن تقدم رئاسي؟

فهل تصح الرؤية ام يتّجه لبنان نحو مزيد من الانفراجات التي من شأنها ان «تفرج» عن الانتخابات الرئاسية المعلّقة منذ اكثر من سنتين أم أن في الأفق ما يؤشر الى «رياح ساخنة» قد تهبّ على البلاد، نتيجة ما ستؤول اليه المفاوضات، والمعارك العسكرية من سوريا الى العراق؟