يقول مراقب عتيق للعمليات الإنتخابية في لبنان إنّ أكثر ما ينطبق على خريطة (بل خرائط) التحالفات الإنتخابية المثل الشعبي السائر: قال: «الواوي بلع المنجل» فقيل له: «بكرا بتسمع صريخو».
ويضيف: شبهت «بلع» تشكيل الكثير من اللوائح ببلع المنجل لأنني اعرف بداهة أن البعض شكّل لوائح ليس فقط لا تشبهه، بل أيضاً هي قاسية ومستحيلة الهضم.
وأما «بكرا» (أي غداً) فهو ما سيكون في مرحلة ما بعد الإنتخابات عند تشكيل التكتلات النيابية. ولعلّ مرحلة عسر الهضم، والأصحّ إستحالة الهضم ستكون على مراحل يفصِّلها وفق الآتي:
أولاً – مرحلة غداة إعلان النتائج. وهذه تبدأ فوراً ولا تنتظر طويلاً. وعندها «سيكون البكاء وصرير الأسنان» على حد الإنجيل المقدّس. ستبدأ حملة تبادل الإتهامات:
من المسؤول عن خسارة هذا المرشح؟
ومن «المسؤول» عن ربح مرشح آخر كان الهدف من إدخاله اللائحة إما للديكور وإما للإستفادة من بعض حيثية لديه، ولكن ليس الى حدّ وصوله الى الفوز.
ولماذا أنا أخسر وأنت تربح؟
ومع من كان الخنجر ذو النصل الأكبر؟
و من «لعب» تحت الطاولة؟
ومن باع ومن اشترى؟!
وهذه المرحلة مرشّحة لأن تستمر «حامية» لبضعة أيام، لأنها ستعود وتبلغ ذروتها في القريب…
المرحلة الثانية: … والقريب هو تشكيل التكتلات. مَنْ مِنَ الناجحين في اللائحة (من غير الحزبين الملتزمين)، سيكون عضواً في الكتلة أو التكتل، ومَن سيغادر ليلتحق بكتلة كانت لائحته على منافسة مع لائحتها أو لوائحها؟ ومَن سيقرّر أن يغرّد منفرداً (مستقلاً)؟.
المرحلة الثالثة والأصعب هي مرحلة تشكيل الحكومة. فالموعودون بجنة الحكم هم كُثُر:
هناك أهل البيت. من رؤساء لوائح وحزبيين ومنتظمين في الأحزاب الخ…
وهناك الآخرون الذين يريدون أن يكونوا في الكتل أو الأحزاب التي ترشحوا على لوائحها!
والأدهى هناك جيش جرّار من الذين جرى استبعادهم عن الترشح للإنتخابات مقابل وعود (عليها شهود) بتوزيرهم في حكومة ما بعد الإنتخابات تعويضاً لهم عن إبعادهم عن ساحة النجمة. وهذه في حدّ ذاتها مشكلة لن تكون سهلة على الحلّ!
المراقب العتيق لا يتوقف هنا، إنما ينتقل الى تصوره لما ينتظر تشكيل الحكومة من مطبات فيعود الآتي منها:
1 – مطبّ تأليف الحكومة. هناك الذين لا يريدون للعهد أن يقلّع بسهولة مع ما يسميها الرئيس عون «حكومة العهد الأولى» (الآتية). وفي تقدير هؤلاء أنه لا بأس من بعض العراقيل… فإنتخاب الرئيس اقتضى أربع دورات… «فمش غريب» ألاّ يكون تشكيل الحكومة سهلاً.
2 – مطبّ «الجشعين» الذين يريدون حقائب أكبر من أحجامهم وبعضهم لا يمكن إلاّ إرضاؤه!
3 – مطب الحقائب، وهو الأكبر، ويدور على محاور ثلاثة: محور وزارة المالية، ومحور وزارة الخارجية، ومحور وزارة الطاقة في زمن التنقيب عن النفط والغاز.
ويختم قائلاً: وأتوقع أن تطول عملية التأليف نسبياً… إلاّ إذا تدخل سماحة السيد. أما كرسي السراي الكبير فمعقود لواؤه للرئيس سعد الحريري.