Site icon IMLebanon

ما بعد داعش  هو داعش رقم ٢!

كما انتهى دور القاعدة باغتيال مؤسسها المعلن أسامة بن لادن، كذلك سينتهي دور داعش باغتيال مؤسسها المعلن أيضا أبو بكر البغدادي، اذا كان لم يقتل بعد فعلا كما سبق وأعلنت المصادر الروسية. ولم يعد خافيا أن المؤسس الفعلي في حالتي القاعدة وداعش هو الفكر الاستراتيجي المخطط للولايات المتحدة الأميركية، وتم إسناد التنفيذ للاستخبارات الأميركية بالتعاون والتنسيق مع دول عربية واسلامية. وكان دور القاعدة جزءا من مخطط عام طويل المدى والنفَس لانهاك الاتحاد السوفياتي وإسقاطه. أما دور داعش في مرحلته الراهنة فهو إكمال ضرب مصادر القوة في المنطقة العربية ولا سيما في العراق وسوريا.

***

من المبكر الحديث عما بعد داعش، خلافا لما توحي به الظواهر في الموصل والرقة ودير الزور لاحقا. ذلك ان دورها المرحلي الحالي لم ينته بعد في المنطقة. وما يجري في سوريا والعراق هو عملية تسلّم قوات الشرعية في العراق للأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش ولكن باشراف أميركي مباشر. أما في سوريا فالأمر مختلف، وتحرير الأراضي من داعش يتم تسليمه الى قوى خاضعة للسيطرة الأميركية المباشرة أيضا. والهدف خلق واقع تقسيمي فعلي على الأرض السورية بين مناطق يسيطر عليها النظام والنفوذ الروسي – الايراني، ومناطق يسيطر عليها النفوذ الأميركي وحده حتى دون تقاسم مع أية جهة عربية! والشريك الضمني المستتر لأميركا في هذا النفوذ هو اسرائيل وحدها!

***

هدف المرحلة هو إذن انهاك داعش لانهاء عملية التسلّم والتسليم بنجاح! وفي هذا الوقت سيتم فتح المعابر السرية أمام فلول داعش نحو أرض جديدة تقع في الجمهوريات الاسلامية السابقة التي كانت تحت النفوذ السوفياتي، أي على حدود الاتحاد الروسي اليوم بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين. وهذا يأتي تكرارا للاستراتيجية الأميركية السابقة بانهاك السوفيات في افغانستان ودفعهم الى السقوط، والعمل اليوم يستمر لولادة داعش جديدة لانهاك روسيا ودفعها الى السقوط، انطلاقا من الجمهوريات الاسلامية على حدودها وذلك ضمن الاستراتيجية الأميركية العامة لمحاصرة روسيا وانهاكها وإسقاطها!

***

غير أن الهة التخطيط الاستراتيجي في أميركا غير معصومين عن الخطأ. وهم يتابعون ويشاهدون متغيرات استراتيجية في المنطقة لغير مصلحتهم، ولكنهم يستهينون بها، ويؤمنون بقدرتهم على تطويقها وإخماد مفاعيلها، ومشكلة الأميركيين الدائمة هي في أنهم من هواة التحليق عاليا فيكون سقوطهم مؤلما، وذلك على عكس خصومهم الذين يفضّلون التحليق على علو منخفض!