Site icon IMLebanon

ما بعد تعميم لغة الحسم؟!

بدا واضحا في الساعات القليلة الماضية ان حلا رئاسيا مرشح لان يظهر خلال وقت قريب، لاسيما بالنسبة الى ما صدر عن المرشح الرئاسي  النائب سليمان فرنجية الذي قال كلاما يفهم منه انه ممتعض من امكان ارتفاع اسهم المرشح الرئاسي الثاني العماد ميشال عون، خصوصا قول الاول صراحة انه »في حال اتفق الرئيس الحريري مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وسماه لرئاسة الجمهورية، فانه (الحريري) سيحصد نفس النتيجة حينما سمى الرئيس امين الجميل عون رئيسا للحكومة العسكرية في العام 1988«.

وما زاد الطين السياسي بلة، ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، قد زار ليل اول امس بيت الوسط، يرافقه الوزير وائل ابو فاعور العائد من زيارة عاجلة الى المملكة العربية السعودية، حيث جمعهم  لقاء مع الرئيس الحريري »غادر بعده جنبلاط وعلامات عدم الرضى بادية على وجهه« بحسب مصادر مشككة، ما دفع الرئيس الحريري الى نشر صورة »سلفي« له ولجنبلاط تبينهما باسمين وفي حال ارتياح (…) واستكمل الحريري الصورة بتغريدة له على تويتر مؤكدا »التفاهم والارتياح بينه وبين ضيفه« الذي تناول العشاء الى مائدة الرئيس الحريري.

تؤكد هذه المعلومات على قلتها، ان الاتجاه لحدوث تغيير في مسار العملية الرئاسية قد حققت تقدما ملحوظا بحاجة الى لمسات  من النوع الذي دأب على احداثها  تدخل مباشر من رئيس  مجلس النواب نبيه بري الذي جاء ارجاؤه الجلسة الانتخابية الى اواخر  شهر تشرين الاول وكأنه يوحي  بحدوث تطور يفهم منه ان الظروف تحتاج الى مرحلة تبريد اجواء، بعد طول تشنج مفتعل من اكثر من جهة سياسية لها مصلحة في تأخير الانتخابات الرئاسية لالف سبب وسبب، بحسب اجماع مصادر مطلعة على تطورات الساعات الاخيرة.

ان كلام فرنجية لا يعني نسفا للانتخابات ولملء الفراغ الرئاسي بقدر ما يعني ان الامور سائرة باتجاه تعزيز عوامل الانفراج المرجو من اكثر من مصدر ومرجع، خصوصا انه في حال رست السفينة الرئاسية على شاطئ الجنرال، او على شاطئ طرف ثالث لا تعود له قدرة على نسف المشروع من جذوره، والذين يرون مشروع رئيس جمهورية في العماد عون، لا بد وانهم على قناعة بانه لا يجوز ان يفهموا سوى حصول تقارب في وجهات النظـر.

وجديد العملية الرئاسية، ثمة معلومات مؤكدة تقول ان من المنتظر ان يقوم الرئيس سعد الحريري مساء اليوم او غدا بزيارة الرئيس نبيه بري  في عين التينة، حيث سيضمهما عشاء عمل تتناول المباحثات خلاله مبادرة الحريري الرئاسية، وفي اليوم التالي لهذا العشاء سيقوم الرئيس الحريري بزيارة العماد ميشال عون في الرابية لتظهير صورة الاستحقاق الرئاسي وبحث مكملات الموضوع من مختلف اوجهه، خصوصا انه يعني بالنسبة الى جميع المعنيين ان الرئاسة قد حسمت للعماد عون او لمرشح ثالث غير عون وفرنجية؟!

وفي اكثر من اشارة اساسية وسياسية، ثمة من يجمع على ان حلا قريبا سيطرح بمعزل عن عملية شد الحبال، من غير حاجة الى القول ان الرئيس الحريري مرشح لان يضع الامور الرئاسية في نصابها الصحيح، فيما ترى اوساط مطلعة ان حزب الله اصبح في صورة ما تحقق رئاسيا وان لا حاجة الى عملية شد  حبال تظهر الحزب وكأنه غير راض عما تحقق من انفراج لا بد وان يفهم منه ان الرئاسة قد حسمت من دون حاجة الى الخوض في التسميات لهذا المرشح او ذاك.

وبالنسبة الى ما تعنيه الطبخة الرئاسية فان رئيس تكتل التغيير والاصلاح اصبح على سكة بعبدا، من غير حاجة الى مزيد من الكلام والاجتهاد السياسي الذي يفرض استمرار ترشح النائب سليمان فرنجية الذي كان له موقف تصعيدي ملحوظ في حال تسمية الجنرال مرشحا لقوى 14 اذار وحزب الله وبقية الحلفاء وفي مقدم هؤلاء حزب القوات اللبنانية الذي سبق له ان اختار عون مرشحا رئاسيا.

والذين فهموا المتغيرات على حقيقتها قد ادركوا  استحالة ابعاد عون عن بعبدا، حتى وان كان المقصود لعب اوراق من تحت الطاولة السياسية والديبلوماسية الاقليمية والدولية في وقت واحد، فضلا عن ان الجميع قد استنفدوا طاقاتهم في مجال اختراع رئيس من الصعب ان يبصر النور بمعزل عن كل ما سبق قوله من تدخلات  تأكد فشلها بفعل حسم الموقف باتجاه واحد؟!