Site icon IMLebanon

ما بعد 3 تشرين الثاني: أزمة فمضاعفات فتسوية

 

تسارعت الأمور بشكل دراماتيكي، وأمس الأحد كان يوما عاصفا سياسيا بامتياز: مقابلة تلفزيونية للرئيس سعد الحريري،

خروج عن الصمت بعد بيان الاستقالة،

حرج متفاوت بالنسبة الى القنوات التلفزيونية بين مشارك في نقل المقابلة أو غير مشارك.

بدء التفكير الفعلي في أوضاع اللبنانيين في الخليج خصوصا ان الأمر موجع بالنسبة الى كثيرين منهم في حال بلغت التحديات ذورتها.

وما يجب ان يعرفه المسؤولون ان الأيام الآتية هي أيام صعبة لكن اللبنانيين اعتادوا على كثير من الأيام الصعبة، وعليه فإنهم يعرفون كيف يخرجون منها مهما اشتدت العواصف.

***

يوم الجمعة ما قبل الماضي، أي في الثالث من هذا الشهر، وقبل توجه رئيس الحكومة سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية، كان الوضع اللبناني على الشكل التالي:

محاولات حثيثة يقوم بها الرئيس الحريري لانجاز ما تبقى من بنود تطبيقية لقانون الانتخابات النيابية الذي ستجري على أساسه هذه الانتخابات في ايار 2018.

محاولات حثيثة من الرئيس الحريري لانجاز ملف الكهرباء لتحسين التغذية بالتيار.

محاولات حثيثة لمتابعة سائر الملفات ولا سيما منها النفايات والانترنت وغيرها.

محاولات لاستمرار ايجاد التمويل لسلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام وأساتذة القطاع الخاص، من دون إثقال خزينة الدولة والبدء بالإعداد للملفات المتعلقة بالزيادات في القطاع الخاص، في حال تم طرح هذا الموضوع.

أما اقتصاديًا فالأسواق كانت بدأت تتفاعل ولو بالحد الأدنى مع التحضير لأعياد نهاية السنة والتي تفصلنا عنها ستة أسابيع.

 

***

فجأة انهار كل شيء: صارت العبارة الوحيدة على كل شفة ولسان: أزمة الرئيس الحريري، ومنها قد تتفرع أزمات كثيرة.

اليوم بات اللبنانيون يفتشون عن الثلاثية الذهبية القائمة على المعادلة التالية:

الاستقرار المثلث: السياسي والأمني والمالي، كيف يتحقق؟

بعد 3 تشرين الثاني، ثم الاعلان عن الاستقالة في الرابع منه، بات التحدي الكبير هو: في ظل عدم استقرار سياسي، كيف المحافظة على الاستقرار المالي، فرغم كل الاخبار الواردة والتقارير التي انصبت علينا من كل حدب وصوب بشأن انهيارات نقدية مقبلة، ففي الاذهان كلام متكرر لحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الحاسم حول قدرة المصرف المركزي على مواجهة الضغوطات المتزايدة وعلى القدرة على التدخل في اي وقت تقتضيه الضرورة. وهو سبق ان اعلم المعنيين بذلك من هنا لا داعي للخوف ولا للهلع. فسياسة المصرف المركزي التي حافظت على عملتنا الوطنية طوال 20 سنة الماضية، لا شك انها ستكون قادرة على مواجهة اي توتر سياسي أو أمني متزايد.

***

في السياسة، وفيما تتسارع المساعي الرسمية للاستفسار عن حقيقة أزمة استقالة الرئيس الحريري يأتي كلام الرئيس سعد الحريري في مكان آخر مؤكدا على ظروف الاستقالة وأسبابها ووسط كل هذه التساؤلات يسأل الناس عن مصير ملفاتهم الحيوية من الانتخابات، التي حكماً ستكون اذا حصلت باشراف حكومة تصريف اعمال، ولكن في ظل أي مناخ أمني أو سياسي ستجري؟ ويسأل الناس عن مصير مشاريع الكهرباء والنفط وأزمة النفايات التي لا شك انها ستعود لتقض مضاجعهم، وتداعيات سلسلة الرتب والرواتب التي اقرت على المدارس الخاصة.

في النهاية ما هو مصير التسوية الرئاسية التي انطلقت منذ سنة. حكما لا يختلف اثنان انها انتهت، فهل حان وقت التسوية الثانية وما هي مضامينها.

ربما الوقت مبكر للحديث عنها، لكن لا خروج من الأزمة سوى بتسوية، أليس لبنان بلد التسويات؟