Site icon IMLebanon

الصلاة في القدس

 

 

لا يوجد مواطن عربي واحد أو مسلم واحد في العالم كله إلاّ عنده أمنية أن يصلي في القدس.

 

من هنا فإنّ قول السيّد حسن نصرالله إنّه يريد أن يصلي في المسجد الأقصى في القدس هو كلام صادق نفهمه ونقدّره، وهذا الكلام قاله قبله رحمة الله عليه الملك فيصل بن عبدالعزيز عام ١٩٧٣ في المسجد الأموي في دمشق.

 

يبقى أنه يحق لنا أن نسأل: هل الظروف في العالم العربي تساعد على تحقيق هذه الأمنية؟!.

 

طبعاً الواقع يختلف عن الأمنية، وعندنا في هذا الموضوع أسئلة عدة:

 

أولاّ- هل ذهاب «حزب الله» الى سوريا وقتل الشعب السوري هو في مصلحة سوريا والعرب أو أنّ ذلك يصب في مصلحة إسرائيل؟!.

 

ثانياً- ذهاب «حزب الله» الى اليمن والقتال الى جانب الحوثيين ضد اليمنيين هل هو في مصلحة الشعب اليمني أو في مصلحة إسرائيل؟

 

ثالثاً- التدخل الايراني في العراق وإنشاء الميليشيات الشيعية التي تقتل أهل السُنّة، هل هذا في مصلحة العرب أو في مصلحة إسرائيل؟

 

رابعاً: لنتوقف أمام هذه الوقائع:

 

أ- هل سيطرة «حزب الله» على السلطة في لبنان ابتداءً من البقاء سنتين ونصف السنة بدون رئيس للجمهورية بذريعة أنّ «حزب الله» قرّر أنه يريد فلاناً رئيساً، وإذا لم توافقوا فلا انتخاب رئيس ولا من يحزنون، هل هذه السيطرة في مصلحة لبنان؟

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ب- لا تتألف الحكومة اللبنانية إلاّ بشروط «حزب الله»، ولذلك أصبح تأليف الحكومات في لبنان تحت رحمة الحزب أي ساعة يشاء.

 

ج- في مسار تأليف الحكومة أيضاً فإنّ «حزب الله» هو الذي يضع الشروط مباشرة أو عبر حلفائه وإلاّ لا تتألف الحكومة.

 

د- قانون الانتخابات فصّل على قياس جبران باسيل، أي لكي ينجح جبران مع نجاح المعارضة السنية المحسوبة على «حزب الله»، وكذلك المعارضة الدرزية، وبالنسبة للمسيحيين طبعاً ميشال عون وسليمان فرنجية.

 

خامساً- هل ادعاء إيران أنها تسيطر على أربع عواصم عربية هو في مصلحة العرب أو في مصلحة إسرائيل وإيران؟!.

 

لذلك نقول للسيّد حسن نصرالله إنّ الذي يريد أن يحارب إسرائيل لا يقوم بالأعمال التي ذكرنا، وأما قول السيّد حسن إنّه جندي في مشروع ولاية الفقيه أيضاً فليس في مصلحة لبنان ولا في مصلحة العرب ولا في مصلحة المسلمين، فالمستفيد الوحيد من هذا الكلام إسرائيل.

 

يقول السيّد إنّ هناك أنظمة عربية متخاذلة هي التي تقف حاجزاً دون تحرير القدس… ونحن نذكر السيّد بأنّ حرب العام ١٩٧٣، حرب تشرين المجيدة، شاركت فيها كل من مصر وسوريا والاردن والعراق والكويت والسعودية والمغرب… ويبدو أنّ السيّد نسي هذه الحرب ونسي أنها كانت المرة الاولى التي يتوحد فيها العرب ويحققون أول انتصار على إسرائيل ولكن التدخل الاميركي العسكري بما فيه الجسر الجوّي حال دون تحقيق التحرير كما كان مخططاً له من القادة العرب.

 

أمّا بالنسبة لأحداث قبر شمون فكنا نتمنى أن يكون له دور أكبر لأنه بكلمة منه سيساعد على حل المشكلة، وهذا معروف إلاّ إذا كان هناك أمور لا نعرفها.

 

عوني الكعكي