في الحجّ السنوي إلى موقع معمودية السيد المسيح – المغطس، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، صلّى بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال، للشعوب ولبلده الأردن، مُتبِعاً إياها بالصلاة الحارة من أجل إطفاء الحرائق في الوطن العربي، وختمها على نيّة لبنان لكي يُنتخب رئيسٌ للجمهورية.
في الكنيسة ذاتها التي صلّى فيها البابا فرنسيس قبل أشهر، وعلى مسافة بضعة أمتار من مياه نهر الاردن، قال البطريرك فؤاد الطوال: «نُصلّي في هذا الصباح، من أجل الأسرة الأردنية الواحدة، بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ليَبقى الاردن على الدوام، واحة أمن واستقرار، ورمزاً للوئام والحوار. نُصلّي أيضاً من أجل أن تُطفَأ الحرائق في الدول العربية المضطربة، خصوصاً في سوريا والعراق، ومن أجل لبنان ليتمكّن من انتخاب رئيس جديد له».
وأضاف البطريرك الآتي من القدس: «لا ننسى الصلاة من أجل أهلنا ومؤمنينا، سكان ضفة نهر الاردن الغربية، الذين ما زالوا عطاشاً وتواقين الى العدل والحرية والسلام».
واستذكر الطوال – الاردني الجنسية – زيارات أربعة بابوات متعاقبين إلى الأردن ووقوفهم كذلك على نهر الاردن مصلين: «إلى هنا جاء أربعة أحبار أعظمون – 4 بابوات. ومنهم مَن أصبح قديساً: البابا يوحنا بولس الثاني، وطوباوياً: البابا بولس السادس.
وفي هذا المكان، وفي هذه الكنيسة بالذات، حجّ قداسة البابا فرنسيس، وقد رافقه الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا، وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله. ووقف البابا وقفة تاريخية مصلِّياً، ولمَس مياه النهر، متبرّكاً بها ومباركاً في هذه الكنيسة جموع الشباب والمرضى والمسنين، وكذلك إخوتنا من سوريا والعراق».
وفي حضور وزير السياحة والآثار ووزير العمل الدكتور نضال قطامين وهيئة تنشيط السياحة الى الاردن، وهيئة موقع المغطس الملكية، استذكر بطريرك القدس الجراح الدامية في شرقنا، وخصَّ بالذكر الاخوة المهجرين من العراق، بسبب إيمانهم، وكان عدد كبير منهم حاضراً القداس في كنيسة المعمودية، فقال: «من الجراح الدامية في هذا الشرق، هجرة إخوتنا العراقيين الذين جاؤوا العام الماضي إلى الأردن مهجّرين بسبب إيمانهم وبسبب معموديّتهم.
فالإيمان المسيحي ليس سلعة للبيع والشراء والمساومات. إنّ إخوتنا أبناء سوريا والعراق، خصوصاً مَن جاؤوا إلينا في الفترة الأخيرة بسبب التطرّف والإرهاب، هم اخوتنا وضيوفنا وأهلنا».
وأعلن البطريرك رسمياً، عن هدية البابا فرنسيس للأرض المقدسة هذا العام، وفي سنة الحياة المكرّسة، وهي «إعلان قداسة فتاتين، راهبتين من الأرض المقدسة: الأم ماري ألفونسين، مؤسسة راهبات الوردية الغاليات، والأخت مريم ليسوع المصلوب، مؤسسة دير الكرمل في بيت لحم والهند».
وبعد عظة البطريرك، وَرَشّ رؤوس المؤمنين بالماء المبارك، كانت صلاة الأدعية والنيات، ومنها صلاة من أجل السلام، حيث ذكر اسم لبنان مجدَّداً، وتقول الصلاة: «يا رب السلام والحياة، أب الخلق أجمعين، إنّ إرادتك إرادة سلام، ومحبة، تكره الحرب، وتهدم كبرياء الظالمين، فقد تَجَسَّد ابنُك مبشراً العالم بالسلام، وجامعاً البشر، من كلّ شعب وأمة، في عائلة واحدة. اسمع صراخنا، والتفت الى دعاء البشرية كلها، من أجل السلام في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، ليمنحهم الرب السلام، الأمان، المحبة والطمأنينة».
يُذكر أنّ هذا هو العام الخامس عشر للحج الى موقع المعمودية، المغطس، في جهة النهر الشرقية، حيث بدأ الحج عام 2000، عام اليوبيل الكبير، وهو العام نفسه الذي زار فيه البابا – القديس يوحنا بولس الثاني المغطس، وقال: «في صلواتي سأتذكر الشعب الأردني، مسيحيين ومسلمين، خصوصاً المرضى والمسنّين، وبكلّ مشاعر العرفان استنزل وفير البركات على جلالة الملك وعلى جميع المواطنين. ليباركم الله جميعاً. ليبارك الله الأردن».
ليبارك الرب الاردن، وليبارك بلدان الشرق الاوسط، وليسمع نداء البطريرك ومَن شاركه اليوم في الصلاة من أجل لبنان. فبعد تعثّر المحادثات والمفاوضات والمؤتمرات والندوات لانتخاب رئيس… ليس مستحيلاً على الرب شيء، خصوصاً أنّ الصلاة اليوم رُفعت من جانب نهر الاردن، الذي شهد معمودية السيد المسيح، وانفتحت السماوات وقتها… وبما أنها منفتحة اليوم، لعلّ وعسى تُستجاب الصلاة، وتفتح ابواب قصر بعبدا لاستقبال رئيسه الجديد.