IMLebanon

صلاة تضمن لكم الفوز بجائزة اللوتو

عنجَد بدكُن تربَحو الجايزة الأولى باللوتو ويصير معكن كتير مصاري وتصيرو أغنيا؟ بسيطة كتير… روحوا اسحبو ورقة وانطرو حظكن، لأنّو هيدا المقال ما رَح يقدّملكن أيّ صلاة ربانية أو تعويذة سحرية لتحقّقوا مرادكم.

ما بَعرف شو رَح تلاقوا بهيدا المقال، لكنّه بالتأكيد أفضل من كلّ الهبَل الذي تتمّ مشاركته بشكل هستيري على كلّ مواقع التواصل الاجتماعي، ويرغِمكم على إبداء إعجابكم به أو التعليق عليه وإلّا ستصابون بما لا يسرّكم أبداً.

صراحة، هذا العنوان الذي دفعَكم منذ 5 ثوانٍ إلى الضغط على الموضوع، هو واحد من أسخفِ العناوين إنْ لم يكن أسوأ عنوان ممكن أن يختاره كاتب لمقاله… ولكن لسوء الحظ، هذا العنوان هو تضامن واضح وصريح مع الموضة المنتشرة اليوم، والتي تستغلّ عاطفتَنا الدينية والاجتماعية ببوستات دينية للسماح لبعض النصّابين بكسبِ كمّيات مهولة من الأموال وتمرير مشاريع باطنية بواسطة سذاجتنا.

يكاد الواحد منّا لا ينهي دورةً كاملة لدولاب الماوس، حتى يقع نظره على بوست أو أكثر، فيه صورةُ قديس أو نبي أو صلاة أو دعاء… ولا ضيرَ أبداً من أن يلتقي المستخدم بصلاة أو عبارة تذكّره بالفضائل أو بدينِه، لكنّ المشكلة هي في المواد الدينية التحريضية التي تملأ التايملاين في فيسبوك، وتهدّدنا بصحّتنا وصحة عائلاتنا وحياتتنا إنْ لم نضغط عليها أو نُبدي إعجابنا بها.

المسيحي يؤمن بأنّ يسوع إبن الله، ولكن على فيسبوك يمكن أن يموت بعد 3 أيام من رؤية البوست إذا لم يضغط لايك أو إذا خرج قبل أن يقول آمين في الكومنت. والمسلِم أيضاً يؤمن بأنّ محمد خاتمة الأنبياء، ولكنّه معرّض للإصابة بأبشع الأمراض إذا خرج قبل أن يقول سبحان الله.

لا أحد يعلم ماذا يدور في مخّ هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنّ الله حامل العصا وناطرُن على فيسبوك، ولا أحد يمكن أن يفسّر الهجمات المليونية للتضامن والتفاعل الإيجابي مع هذه البوستات.

ولكن الواضح أنّ مستوى الشكّ والقلق والخوف لدى شعوب المنطقة مرتفع إلى مستوى هستيري، ويدفع الناس إلى الشعور بأنّ مشاركتهم هذه السخافات هي نوع من الفعل الإيماني والواجب الديني الذي يحميهم من المجهول… ولكنّ الناس لا ينتبهون إلى أنّ مشاركتهم هذه البوستات تساهم في نشر الجهل وتوسيع دائرة بيكاره إلى حدود خطيرة.

وحتّى ما شربل وسانت ريتا لا بدّ من أن يتعاقدا مع مكتب محاماة عريق يدافع عن حقوق عجائبهم الفكرية والدينية ويلاحق كلَّ من يستغلّ إسمَهم في قصص احتيالية… فمسألة العجائب المنسوبة إليهما تتخطّى المعقول، شي ومِنّو يعني.

هناك أشخاص متديّنون وهناك أشخاص ديّنون، القسم الاوّل يعرف أنّ الدين معاملة وفعلُ خير وإماتة، أمّا القسم الثاني فهو صاحب الفكر الداعشي، سواء كان مسيحياً أو مسلماً، والذي يعيش بارانويا الدين والاعتقاد بأنّ التقصير في لايك أو كومنت يمكن أن يغيظ ربَّه ويؤثّر سلباً على صحّته وحياته. الدين فلسفة وأسلوب حياة، والسماح بستخيفه إلى قضية لايكات وكومنتات يحوّله إلى بضاعة كاسدة يتقاذفها الجَهلة والبسطاء.

إذا كان لا بدّ من أن يحتوي هذا المقال شيئاً قيِّماً، فلا بدّ من أن يعرف الحشريون أنّ هناك مؤسسات وجمعيات وقراصنة ينتهجون سياسات مدروسة وواضحة للّعب على غرائزنا الدينة والعاطفية، والإيقاع بنا عبر هكذا نوع من البوستات لتمرير مشاريع غير مرئية أو كسب مئات آلاف الإعجابات التي تدرّ الأموال.

نحن جميعُنا ضحايا التسخيف الديني، وضحايا التهديد المعنوي في ظلّ التهديدات العقائدية والوجودية المحيطة بنا… ولكن لا بدّ من أن نكون متأكّدين أنّ اللايك لن يحميَ حقوق المسيحيين والكومنت لن يعلي شأنَ المسلمين، لأنّ اللايكات والكومنتات ليست صلوات وإنّما بِدع افتراضية لاستغلال سذاجتنا في أحلك ساعات ضعفِنا…

لا تخرُج قبل أن تقول إنشالله إذا كنتَ تريد الفوز بالجائزة الأولى.