Site icon IMLebanon

استراتيجية الحرب الاستباقية عززت موقع لبنان الامني

إستوقفت عملية «وادي الأرانب» النوعية التي أنجزها الجيش اللبناني في عرسال الأوساط الديبلوماسية العربية والغربية في بيروت، خاصة أنها أتت في لحظة دقيقة على كل المستويات السياسية والأمنية في لبنان وفي المنطقة. فالعملية التي خرقت الهدوء والتوتّر الحذرين على الحدود الشرقية مع سوريا، قد أثبتت فاعلية التحرّك الأمني الإستباقي، والذي يشكّل محور محاربة الإرهاب، كما وصفها مصدر ديبلوماسي غربي على تماس مع المواجهة الجارية في ساحات المنطقة والعالم ضد تنظيم «داعش». ويقول هذا المصدر، أن الجيش الذي نشط في السنوات الماضية على تطوير أساليب مواجهته وانخراطه بالحرب ضد الإرهاب، قد انتقل إلى مرحلة متقدمة من الحرفية على أكثر من صعيد وعبر تنسيق وثيق بين الأجهزة الأمنية، بحيث بات ممسكاً بزمام المبادرة. وأضاف أن الدعم العسكري واللوجستي، كما المخابراتي، والذي برز بوضوح من خلال العمليات المتتالية التي نفّذتها وحدات الجيش في جرود عرسال، كما في جرود بعلبك والقاع، يؤشّر إلى أهمية استمرار الدعم العربي كما الغربي للمؤسّسة العسكرية، كما لكل الأجهزة اللبنانية التي لم تتقاعس عن القيام بكل أعباء حماية الإستقرار الداخلي، وعلى الرغم من مرحلة التوتّر السياسي التي شهدتها الساحة اللبنانية في السنوات الماضية.

وحدّد المصدر الديبلوماسي نفسه، من وجود أكثر من عامل أو عنصر ساهم في تسجيل هذا الإنجاز الأمني، وأولها هو التوقيت، وثانيها هو الغطاء السياسي، وثالثها القرار بالتحرّك السريع والخاطف لتأمين كافة عناصر النجاح لعملية «وادي الأرانب» الأخيرة. واعتبر بالتالي، أن هذه العملية قد أثبتت جهوزية المؤسّسة العسكرية وقدرتها على تنفيذ ضربات إستباقية لمكافحة الإرهاب، وذلك في سياق استراتيجية استباق وضرب المجموعات الإرهابية، وليس الدفاع والمواجهة والتصدّي لأي اعتداء إرهابي على المراكز الأمنية. وأكد أن الإستراتيجية الوحيدة التي أثبتت فاعليتها على صعيد الخطط الغربية المعتمدة في مكافحة الإرهاب في السنوات القليلة الماضية، ولا سيما في العواصم التي ضرب بها تنظيم «داعش» مثل باريس أو بروكسيل، هي الحرب الإستباقية، لأن ما من سبيل لوقف الإعتداءات الإرهابية الإنتحارية إلا من خلال ذلك. وفي هذا الإطار، فإن تحقيق هذه الأهداف يتم من خلال  الحؤول دون تمكين التنظيم الإرهابي من الحصول على أي فرصة لتوجيه ضرباته ضد أهداف عسكرية أو مدنية سواء في المناطق الحدودية أو في مناطق أخرى.

ومن ضمن هذا السياق، لاحظ المصدر الديبلوماسي المطلع نفسه، أن الحرفية المشهودة للجيش اللبناني تعزّز القناعة لدى عواصم القرار الغربية بمواصلة دعم المؤسّسات الأمنية اللبنانية، وبشكل خاص في واشنطن التي لن يتأثّر دعمها للجيش بأي تحوّلات قد تطرأ على روزنامة السياسة الخارجية بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب. وأكد أن عملية «وادي الأرانب» بالأمس، ومنذ أسابيع عملية مخيم عين الحلوة، قد شكلتا محطتين نوعيتين في مسار ضرب قيادات إرهابية بارزة، وستكون لهما ارتدادات إيجابية على الساحة المحلية في مجال تعزيز الإستقرار والحفاظ على الأمن.

واعتبر المصدر ذاته، أن الظروف السياسية الداخلية، والتي تتّجه إلى الإستقرار بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة، ستوفّر المزيد من الدعم السياسي للمؤسّسات الأمنية، علماً أن خطاب القَسَم للرئيس عون قد تضمّن مسألة محاربة الإرهاب عبر ضربات وقائية إستباقية ضد المجموعات والعناصر الإرهابية، وهذا الواقع سيؤمّن بالتالي المزيد من الغطاء السياسي للجيش في حربه الإستباقية ضد «داعش» والإرهابيين.