لا تزال ترددات الزيارة الطبيعية التي قام بها وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق الى منطقة راشيا وحاصبيا لتفقد المستشفى الحكومي والمراكز الصحية في المنطقة تتفاعل ومن منطلق ما اعلنه عن توجهه لانهاض وتطوير كل المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية في كل لبنان وخصوصاً في الاطراف والارياف وانشاء مستشفيات حكومية جديدة على غرار مستشفى عرسال التي اعلن الوزير جبق امس عن التوجه للبدء إنشائها بعد شهر رمضان المبارك. هذا بالاضافة الى توجهه لرفع السقوف المالية وتحديث التجهيزات للعديد من المستشفيات الحكومية بالاضافة الى تفعيل المجالس الادارية لهذه المستشفيات وإكمال النقص في الكوادر الطبية. هذا كله تضعه اوساط على إطلاع على ما يقوم به جبق في وزارة الصحة في إطار التوجه الذي اعلنه السيد حسن نصرالله ان تولي حزب الله لوزارة الصحة سيكون تحدياً ولاطلاق النموذج الحي للوزارة الناجحة والعادلة والتي ستكون لكل لبنان ولكل مواطن لبناني.
وهذا التطبيق لما اعلنه حزب الله وجبق الذي يمثله في الوزارة الخدماتية الاولى في لبنان والحيوية جداً لكل مواطن لبناني، لا يفترض ان يسبب كل هذا الضجيج و«التحسس» عند النائب السابق وليد جنبلاط وخصوصاً بعد زيارة منطقة راشيا وتقول ان برنامج الزيارة تم وضعه وفق ما برمجه الوزير لان لديه برنامج واسع وطويل لكل منطقة بمنطقتها وهو لا يعمل وفق اجندات خاصة لاحد انما وفق ما تمليه عليه مسؤوليته كوزير لكل لبنان.
وتؤكد الاوساط ان استمرار الحزب التقدمي الاشتراكي في اثارة ملف راشيا له ابعاد سياسية وتحميل لقيام الوزير جبق بعمله وواجباته اكثر ما يحتمل ولتوجيه الامور نحو ابواب اخرى ليست في حسبانه. وتستغرب الاوساط وصف وزير الصناعة وائل ابو فاعور لزيارة الوزير جبق الى راشيا وتفقده مستشفاها بـ«الإغارة» وهذا ما يدعو الى التساؤل: هل المطلوب من الآن وصاعداً ان يأخذ اي وزير الاذن او فيزا لزيارة اي منطقة او مستشفى او مرفق او مؤسسة عامة من الوزير جنبلاط او غيره؟
في المقابل تؤكد اوساط الحزب الاشتراكي ان الوزير ابو فاعور لم يقصد الوزير جبق بتصريحه، والاغارة المقصود بها بعض الشخصيات الدرزية في المنطقة والتي اعتادت ان يكون الآخرين «مطية» لها ولاعادة دورها الى الواجهة. فقام البعض بغارة على المستشفى واستغلوا الزيارة والمظلة الكبيرة التي يؤمنها حزب الله خلال توليه لوزارة الصحة ولمصادرة مستشفى ومنشآت كان لوليد جنبلاط كل الفضل في انشائها وتمويلها وتجهيزها وحتى تشغيلها. وتسأل هل يريد حزب الله تعويم خصوم جنبلاط؟ وهل يدعم اثارتهم البلبة والقلق في الجبل والمناطق الدرزية؟ وهل يقبل حزب الله ان يقوم الحزب الاشتراكي باستنفار خصوم الحزب في الضاحية والجنوب؟
وتشير الاوساط الى ان هناك نقاط نختلف عليها مع حزب الله منذ العام 2008 وحتى اليوم وهي اكبر من الطرفين نحن وهم، كإمرة السلاح الى الخلاف على الملف السوري وبعض التباينات الداخلية الطبيعية ولكننا متفقون على تنظيم الخلاف وهناك لجنة ثنائية مؤلفة من الوزير السابق غازي العريضي والحاج حسين الخليل تتواصل متى استدعت الحاجة.
وتشدد الاوساط على ان جنبلاط حريص على استقرار الجبل وكل المناطق الدرزية والتي على تماس مع الوجود الشيعي ووجود حزب الله ونحن وهم متفاهمون على ان الاستقرار في الجبل خط احمر مهما بلغت التباينات والاختلافات في السياسة.
وتلفت الاوساط الى ان التحضيرات للقاء بين حزب الله والحزب الاشتراكي جارية لتوضيح ملابسات المرحلة الحالية ولاستئناف التواصل بين الجانبين ولم يحسم حتى الساعة موعد اللقاء والاطراف التي ستشارك فيه.
وتشير الاوساط الى ان بالنسبة لمستشفى راشيا سيعاد تحديد موعد لاحق والتنسيق مع الوزير جبق بخصوص افتتاح الاقسام الجديدة فيه وهو امر لم يتم في الزيارة الماضية.
في المقابل تؤكد معلومات داخل اروقة وزارة الصحة العامة ان هناك تجاوزات مالية ومخالفات ادارية لاشتراكيين في ملفات ومعاملات صحية واستشفائية في مستشفى راشيا وبعض المراكز الصحية في المنطقة وهي رهن التدقيق والتحقيق لدى الاجهزة المختصة في الوزارة قبل ان ترفع تقريرها النهائي للوزير جبق للبناء على الشيء مقتضاه.
وتؤكد الاوساط المطلعة على ما يدور في وزارة الصحة ان حزب الله وجبق لا يتعاملان بالمثل ومن منطلق الكيدية والتشفي الذي يقوم به ابو فاعور في الصناعة ولا ينبشان ملفاته في الصحة خلال توليه لها منذ عامين ولكن لن يسكتا على اية مخالفة او تجاوز لاي فريق في الوزارة وسينفذان التعهدات بمكافحة الفساد مهما علا شأنه او كانت الجهة التي تقف وراءه. وتشير الاوساط الى ان حزب الله عيّن العديد من المستشارين والمختصين من كادره التننظيمي لمتابعة الملفات الصحية والاستشفائية والقانونية بشكل دقيق وشفاف وليكون اي ملف يريد عرضه متكاملاً ومدروساً.
في الموازاة تؤكد اوساط الاشتراكي ان جنبلاط لا يغطي احداً ولن يدافع عن احد ومن لديه اي شيء يخص جنبلاط شخصياً واي اشتراكي فليذهب الى القضاء وهو لا يتدخل في اي امر لذلك من لديه اي مستند او وثيقة فليأتي بها واهلا وسهلا به.