أطل «واثق الخطوة يمشي ملكاً»، على خطى والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، زعيماً وطنياً وعربياً، أبعد ما يكون عن «الترف السياسي»، وأقرب ما يكون إلى «الواقعية»، التي صارح بها جمهوره، جمهور تيار «المستقبل» الذي وجد في سؤاله الأخير «ماذا كان رفيق الحريري يفعل لو كان مكاني اليوم؟«، جواباً حقيقياً ثانياً يكمل الجواب الذي وجده هو، ومفاده :»لو كان مكانك اليوم، لفعل نفس ما تفعله، ونقطة على أول السطر».
ما فعله الرئيس سعد الحريري بالأمس لا تتسع له هذه السطور، من هالة حضوره إلى قوة خطابه الذي عاد بجمهوره إلى جذور رفيق الحريري، حيث «ما بصح إلا الصحيح». تلك العبارة المحفورة في ذاكرتهم، والتي رسم لهم، من خلالها، الحد الفاصل بين «خطيئة» الخروج عن إرثه و»فضيلة» الحفاظ عليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، بما يعنيه من حفاظ على «اتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون، وحماية الشراكة الوطنية والعيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية».
تحدث عن نفسه بعدما تحدث عنه الجميع. لم يبق «بحصة واحدة» بل «بحصات» حرك في كل واحدة منها مياهاً راكدة وحقائق ثابتة، تماماً كما فعل بـ»خطواته الرئاسية» التي كانت في كل مرة، تُحرك الجمود المستحكم بالملف الرئاسي، وصولاً إلى خطوته الأخيرة بالحوار مع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية التي خلطت الأوراق، وجمعت الأضداد، وأوصلت إلى مصالحات تاريخية، كتلك التي جمعت «القوات اللبنانية» بالتيار «الوطني الحر».
كان «الحق مع» الرئيس سعد الحريري بأن يشعر بالفخر. فقد كان «حكيماً» في سرده قصة «تعطيل الرئاسة» إلى الحد الذي جعل «الحكيم» سمير جعجع يبصم على كلامه بالقول «مظبوط»، وكان «راقياً» في تظهيره لـ»الخلاف الرئاسي» مع الحلفاء إلى حد وضع الأمور في نصابها «زي ما هيي»، ودعوة «14 آذار»، وفي طليعتها تيار «المستقبل»، إلى «مراجعات نقدية داخلية» لحماية تجربتها الاستثنائية في تاريخ لبنان المعاصر، و»التصديق» على دعوته هذه بدعوة «صادقة» لرموز «14 آذار» وقادتها إلى المنصة لالتقاط الصورة الجماعية، تعبيراً عن وحدتها.
وكان «الحق مع» الرئيس سعد الحريري بأن يشعر بالفخر، لأنه يجاهر بعروبته «على راس السطح»، «فنحن عرب، وسنبقى»، ولأنه يتعاطى السياسة بـ»عقل بارد» في وجه «ترهيب السلاح» و»إرهاب التطرف»، وفي مواجهة كل «العقول المتهورة» و»الرؤوس الحامية»، الغارقة بأوهام «القوة المشرقية»، التي تظن أن باستطاعتها تغيير وجه لبنان العربي، وتحويله إلى «ولاية إيرانية».
أهم ما في خطاب الذكرى الحادية عشرة، أن الرئيس سعد الحريري أعطى الحق لأصحابه، لـ»الدستور»، لـ»البلد»، لـ»المواطنين»، وأكد أن الحق كان ولا يزال مع رفيق الحريري، وسيبقى «كل يوم أكثر» مع «الحريرية الوطنية» التي سيبقى لها «شرف» تلبية ما يفرضه «الواجب الوطني»، في كل زمان ومكان.
() منسق عام الاعلام في تيار «المستقبل»