روزنامة الترشيح للرئاسة الأولى تزداد غموضاً.
أما المرشح المتوقع فيزداد غموضاً أيضاً.
وهذا ما يجعل المستقبل أكثر غموضاً من السابق.
كان الأستاذ اميل يني محافظاً لمدينة بيروت الممتازة، لكنه كان يقول إن الغموض هو وليد الوضوح، ليظهر الفائز الممتاز.
مَن يكون الفائز الممتاز لرئاسة لبنان، بعد قرابة عام وثمانية أشهر، لوجود رئيس للبلاد، في الموقع الشاغر؟
هل يكون العماد عون، بعد ترشيحه للرئاسة الأولى، من معراب؟
هل يكون الدكتور سمير جعجع، بعد اختياره رجل العام تلفزيونياً؟
أم مرشح ثالث لا يزال مجهولاً، على الرغم من توقع ظهوره، عشية عيد مار مارون في الثامن من الشهر المقبل!
أسئلة صعبة والجواب عليها أكثر صعوبة، وأبعد احراجاً من ذي قبل.
كان التكريم الذي أقامه المحامي كلود عازوري للمهندس مارون حلو، لمناسبة انتخابه رئيساً لنقابة مقاولي الأشغال والبناء، تكريماً لإجماع لبناني على رجل، في وقت شحَّ فيه الاجماع على شخص.
خلف المهندس مارون حلو، الشيخ فؤاد الخازن، وقد كاتتن طوال أعوام خزان وفاق وتوافق بين قوى الانتاج والاعمار، والوفاق، مسلحاً بقوى لبنانية رائدة، في خدمة وطن موثوق به عالمياً ومحلياً.
لكنه في يوم تكريمه تذكر الأوفياء، رجالاً كباراً محضوه ثقتهم، وفي طليعتهم الرئيس كميل شمعون والمهندس اميل البستاني أحد أبرز مؤسسي شركة كات في لبنان والعالم العربي.
هل يكون الخلف مارون الحلو، مثل الشيخ فؤاد الخازن، في تدوير الزوايا، وتفعيل دور الصناعة التوافقية، بين مهندسي لبنان، ورواد المقاولات لدفع أشغال البناء الى قمة العمل، على الرغم من شراسة الأزمة التي تطوّق قطاع البناء في لبنان؟
ربما أراد المحامي كلود عازوري ذلك، لأنه جمع له معظم رجالات الأعمال والسياسة والمحاماة ليكونوا الى جانبه، في يوم تكريمه.
في حقبة الألف الثالث وقف دوري شمعون بين مجموعة من رجالات البلاد، منوّهاً بتكريم أكرم عازوري للمهندس مارون الحلو.
في تلك اللحظة تذكّر محامٍ كبير، الرئيس كميل شمعون، وهو يشيد بمارون الحلو، ويقول له إننا نشهد على هدم لبنان على رؤوسنا، ونشهد لكم بأنكم تسعون الى بناء وطن الأرز، من أجل لبنان نفتقده كل لحظة ووقت.
كان المهندس ايليا اهرنبورغ يقول في زمان الاتحاد السوفياتي، إن المهندس هو عنوان المستقبل، ويضيف بأن العالم تهاوى واندثر مع أدولف هتلر، لكننا نحلم بالبناء بعده.
الآن، يشهد اللبنانيون فصولاً مترعة بالحزن والأسى، لأن الحروب توالت وتعاقبت، على هدم لبنان، لكنه باقٍ وطن المستقبل والحياة.
من أجل ذلك أراد المهندس كلود عازوري أن يجمع اللبنانيين، لتكريم مارون حلو، ايماناً منه بأن اللبنانيين يعيشون الأمل الماثل فوق الرؤوس والصدور بأن لبنان لا يموت، وفيه طاقات حية لا تموت.
كان الأستاذ جان عزيز يردد يوم اختياره لمراد عازوري، لمرافقته على طريق جزين، بأن مدينة الشلال تبقى الى الأبد، عنواناً لصناعة المجد، في أصعب المراحل.
وعندما وقعت جزين في أزمة مصيرية على المستقبل، تحلّق حول جان عزيز نواب جزين ومعارضوهم، لأن مدينة الشلال باقية رمزاً للحياة يوم تجف الحياة في العروق.
هل كان تكريم أكرم عازوري لمارون حلو نقطة وصل وتواصل مع لبنان الواقع في أزمات مصيرية، على طريق المستقبل؟