Site icon IMLebanon

خلاص الأوطان في قرار الشجعان

 

– رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة يُصرّح من لبنان:

 

“يتمّ دمج إسرائيل في المنطقة عبر تحالفات عسكرية لمواجهة إيران وحزب الله وحماس”.

 

– نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يُطمئن ناسه ويتوعّد:

 

“نحن في محور المقاومة أقوى ممّا مضى ونستطيع مواجهة التحدّيات مهما بلغت”.

 

– رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل يُكمِل الصورة مخاطباً إسرائيل ومغرّداً:

 

“الحكومة الإسرائيليّة قادرة على إنجاز الحلّ إذا أرادت، وإلّا فعليها بأقل تقدير سحب الباخرة من حقل كاريش، فلا يكفي ان تكون متوقفة جنوب الخط 29، هذا إن ارادت اسرائيل تَجَنُّب التصعيد الخطير !!!”.

 

من أسْفَل الى أعلى نَسأل:

 

1 – باسم مَنْ ولمصلحة مَنْ وبقدرات مَنْ وبإمرَة مَنْ يُلَوِّح النائب باسيل لإسرائيل بالتصعيد الخطير؟

 

باسم الجمهورية اللبنانيّة، باسم الجيش اللبناني، باسم حزب الله، باسم التيّار الحرّ او باسمه الشخصي؟

 

أم أنّ هذا الكلام دَفعة على الحساب لأن الرئاسة على الأبواب؟

 

2 – هل يشرح لنا الشيخ نعيم قاسم أيّة تحديات يواجه فريقه وأين وكيف ومتى؟

 

3 – هل يشرح لنا السيّد اسماعيل هنيّة اذا كان يتعامل مع “حزب الله” على أنّه المُسَيطِر على قطاع لبنان، كما حماس على قطاع غزّة، ليتشكّل الحلف الثلاثي بين إيران و”حزب الله” وحماس؟

 

في العودة الى الخطوط وكاريش، ألا يجدر بِدَولتِنا العَلِيَّة، وقبل أن نهدّد إسرائيل بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا اقتربت من الخطّ 29، أن تشرح لنا إذا كان هذا الخطّ هو حدودنا البحريّة مع العدو الصهيوني الغاصِب أم لا؟

 

حتى في أدنى درجات الفهم، لا يذهب أحدٌ الى صديق، فكيف بالحريّ الى عدو ليفاوضه، فيقول له إطمَئِن، فالخطّ 29 هو ليس حدودنا بل هو للتفاوض.

 

عندما تُعلِن دولَتنا جهاراً أنّ الخطّ 29 هو للتفاوض، يعني ذلك انّه خطّ للتنازل، وكلّ ما عدا ذلك هو ذَرٌّ للرَمادِ في العيون.

 

والله، شعبُنا شَبِعَ وجاعَ في آن. شَبِعَ شعبويّات وعنتريّات ودونكيشوتيّات، وجَاعَ من نَقصِ الخبز والغذاء والدواء والماء والكهرباء والاستشفاء، ومن فقدان أمواله وجنى عمره علناً وليس بالخفاء.

 

فخامة الرئيس،

 

صَرَّحتم لقناة تلفزيونيّة فرنسيّة في أول شهر من تبوّئكم الرئاسة أنّكم لا تُفكِّرون بتمديد ولايتكم، بل بتأمين “خِلافَة” جيّدة لعهدكم bonne succession. وبعد فترة طمأنتم اللبنانيّين أنّكم سوف تُسَلِّمون البلدَ أفضل ممّا استلمتموه.

 

لم يَفُت الأوان بعد. نحن لم نَعُد بحاجة لطاولات حوار، لأن صلب المشكلة، كما قال البطريرك الراعي، تواجد دَولتين وجَيشين على أرضٍ واحدة وحدودٍ واحدة ومطار ومعابر ومرافئ ومرافق واحدة.

 

دولةٌ شرعيّةٌ يُغذّيها شعبها من جيبه من خلال دفع الضرائب والرسوم والجمارك، ودولةٌ رديفةٌ تعتاش من تمويلٍ خارجي تُعلِن عنه بكلِّ فخر واعتزاز، وتعتاش من عدم المساهمة بفلسٍ واحدٍ لتغذية خرينة الدولة الشرعيّة. (طبعاً إضافة الى مشكلة نهب المال العام وأموال المودعين في المصارف من قِبَل طبقة سياسيّة ومصرفيّة كافرة، لم تعرف الكرة الأرضيّة أشدّ فساداً منها ووُجِبَ محاكمتها مع تجّارها وزُمَرِها ومتعهّديها وزجّ معظمها في السجون واسترداد أموالنا منها مهما طال الزمن).

 

فخامة الرئيس.

 

لبنان ليس بحاجة الى طاولات حوار، إنّه بحاجة الى طاولة مصارحة بين رأس الدولة الشرعيّة التي تمثّلون وبين رأس الدولة الرديفة التي يمثّلها في لبنان أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله.

 

فالتعايش بين دولةٍ شرعيّة لها مواطنوها ودستورها وحدودها وجيشها وقرارها المستقّل، وبين دولةٍ رديفة لا نعرف مواطنيها ولا دستورها ولا حدودها ولا مقاتليها ولا من هو صاحب القرار فيها أمرٌ مستحيل، والأرض الواحدة لا تتّسع لدولتين.

 

تجرّأوا فخامة الرئيس باسم كلّ اللبنانيّين، وادخلوا التاريخ من بابه العريض ولا تخرجوا منه من نافذة عدم الإنجاز. بادروا الى الطلب من الدولة الرديفة أن تعود فوراً الى الدولة الشرعيّة وتذوب كما باقي اللبنانيّين تحت كنفها وعباءتها، فلا عباءة تحمي غير عباءة الوطن والخروج عليها خطيئة لا تُغتَفَر.

 

لبنان هو السيّد المُطلَق، ودولته يجب أن تكون وأن تبقى سيّدة مُطلَقة على كامل أراضيها وبحارها، وكلّ ما عدا ذلك شواذ ومُنافٍ للطبيعة وللجغرافيا وللتاريخ.

 

خلاص الأوطان في قرار الشجعان. هل تقرّرون وتُقدِمون؟ معكم مئة وعشرين يوماً، فترة طويلة جدّاً!