IMLebanon

رئاسة الجمهورية وعشيقة الملك

… وأمس كانت الجلسة النيابية الواحدة والأربعون لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا يزال المجلس النيابي فارّاً من وجه النصاب، ولا يزال رئيس الجمهورية فاراً من وجه المجلس، ولا تزال الجمهورية تنزف آخر النقاط من ماء الوجه.

على مدى سنتين وبضعة أشهر، والرئاسة أسيرة المعادلة القائلة: إمّا استمرار الشغور الرئاسي الى ما شاء ربُّك، وإمّا العماد ميشال عون بمشيئة ربك رئيساً.

إنه قرار محسوم بتفويض إلهي، حمَلَهُ الوزير السابق وئام وهاب الذي يلعب دور المفوض السامي لحزب الله، وحمَلَ معه مفتاح القصر ومفتاح سرايا الحكومة، ولست أدري ما إذا كانت تعويذة المفاتيح، تُشجِّع جبرائيل الرئاسة على فتح أبواب القصر أمام العماد ميشال عون، فيما سرُّ هذه الأبواب يكمن بمفتاح التصويت لا بمفتاح التفويض.

ولست أدري أيضاً مع سذاجتي في علم المعادلات الحسابية، ما إذا كنت قد أحسنت قراءة المعادلة الرئاسية القائلة بأن لبنان: الوطن والدولة والجمهورية والسلطة والشعب والتاريخ والحاضر والمستقبل، كل هذه اللبنانات تساوي رئاسة شخص: إنْ كانَ كانت… وإنْ زالَ تزول؟

وأنا… قبل ولادة الثنائية المارونية الملغومة، كنت أول من دعا الدكتور سمير جعجع الى تأييد العماد عون رئيساً، لوضع حدٍّ لمسرحية الهرّ والفأر، حتى ولو اعتمدنا قول هنري الثامن ملك إنكلترا لعشيقته «آن بولين»… «ليس أنا من تزوّج كاترين، بل هي إنكلترا التي تزوجت إسبانيا.

ولكن، هل يدرك عشاق «آن بولين» أن هناك من يلعب بالعروش وتيجان الرؤوس وبالكراسي والمقامات وسائر الرئاسات؟

وهل يستطيع علماء الحساب الرئاسي أن يجزموا بأن حلفاء الدكتور سمير جعجع كانوا حقاً يتدافعون بالمناكب لتنصيبه بالروح والدم على سدّة الفخامة؟ والضدُّ يكشف سرَّهُ الضدُّ!

ولـمْ نرَ في المقابل العماد ميشال عون محمولاً على الأكتاف الى قصر بعبدا، وليس بينه وبين القصر إلّا شعرة معاوية… ومعاوية معروف بأنه يشدُّ مع الآخرين إنْ أرخوا، ويُرخي إذا شدّوا؟

وأخيراً، هل يحق لنا أن نسأل ما إذا كان المجلس النيابي سيستمر مستلقياً على فراش شهرزاد وهي تروي القصص لشهريار وصولاً الى ألف ليلة وليلة، ومن دون أن تلِدَ صاحبة الرواية مولوداً للسلطان؟

دولة الرئيس نبيه برّي، وأنت الحيّ الأبرز الباقي في دولة المومياءات، ما رأيك لو تكفّ عن توجيه الدعوات الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، ما دام هذا المجلس عاجزاً عن التصويت بفعل القنابل الصوتية، على أن يُتْرك الأمر للمثل الفارسي القائل: «مَنْ يطلب الطاووس فليُحمِّلْ نفسَهُ مشاق السفر الى الهندستان؟