Site icon IMLebanon

رئاسة في متناول اليد …..والأهم الامساك بها!

بصورة عامة، أدى الرئيس سعد الحريري قسطه للعلى وقام بالواجب والمستحب في شأن الاستحقاق الرئاسي ونحو الوطن، على المستوى الداخلي على الأقل. اما اقليمياً وخارجياً فالأمر متروك له لموازنة الاستحقاق الداخلي مع ارتباطات مواعيد الروزنامات الاقليمية والخارجية. وقد يضعها في المرتبة الثانية اذا كان يريد ترجيح الحسم وانتخاب الرئيس في الجلسة السادسة والأربعين في ٣١ تشرين أول / أكتوبر الجاري. أما اذا كان العنصر الاقليمي والخارجي هو المرجح في حساباته فقد يحتاج ذلك الى تحديد موعد جديد للانتخاب الرئاسي تبعاً للظروف والمواعيد…

***

الشغل يجب أن ينتقل الآن الى المرجعية الأخرى المعنية بالاستحقاق، أي العماد عون. والمقابلة التلفزيونية لم تكن أكثر من تمهيد بسيط، وتحتاج الى إكمال بعمل فوق الأرض… وتحتها! والتمهيد الثاني المطلوب هو أن يجد عون مناسبة يعلن فيها انه سيتخلّى عن أي موقع في التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح منذ لحظة انتخابه رئيساً، ليكون رئيساً للبنان وللبنانيين جميعاً دون تفرقة ولا تمييز. وهذا تمهيد ثانٍ وبسيط أيضاً وطبيعي، والأهم أن يبادر الى جولة على الفعاليات اللبنانية، ويجري معها حوارات في العمق لارساء ثقة حقيقية، بعيداً عن المجاملات و… المساومات!

***

العماد عون لا يحتاج الى من يتأستذ عليه في هذا المجال. وهو يعرف دون شك انه لا يمكن المحافظة على الوحدة الوطنية – وهي قوة لبنان وثروته الحقيقية – دون تضحيات وحتى تنازلات لا تمسّ بالجوهر. وأقرب مثال اليه هو نمط تعاطي حليفه الراسخ حزب الله مع الوضع السياسي الداخلي بالتضحية بالمناصب والمطالب على أكثر من صعيد، وبخاصة على مقلب عون، وكذلك على المقلب الآخر من موقعه في العائلة الروحية التي ينتمي اليها. والرئيس نبيه بري سبق وقدّم أكثر من مثال ومنه على سبيل المثال لا الحصر، التخلّي عن مقعد وزاري مخصص للطائفة لمصلحة طائفة أخرى شقيقة لتسهيل تشكيل الحكومة واخراجها من المأزق!

***

ما يليق بالعماد عون هو أن يُنتخب رئيساً بالاجماع أو بشبه اجماع، وهو أمر يتعلق بالعماد عون نفسه، فتتجلّى مقدرته السياسية كمرشح اليوم، وكرئيس لاحقاً. ولا يكفي أن تكون الرئاسة في متناول اليد، والأهم هو الإمساك بها! ومن سيقرر أن يكون عون رئيساً هو عون نفسه… وهذا هو التحدّي الحقيقي، بل هذا هو الامتحان!