IMLebanon

معركة الرئاسة تنحصر بين فرنجية وقائد الجيش

 

ملف الرئاسة بين توجهات بكركي والتحرك الدولي ـــ العربي

 

ما أن يستأنف فريق سياسي حركة داخلية أو خارجية حتى يقال أنها تتصل بالإستحقاق الرئاسي لاسيما أن توقيت حصولها يتزامن في فترة تجرى فيها الاتصالات بشأن هذا الملف، وثمة من يذهب إلى أبعد من ذلك في تحليل خلفيات زيارة من هنا واجتماع من هناك، في حين أن لكل ذلك ابعادا متنوعة ، فالرئاسة وإن حضرت فتكون وفق عنوان فقط من دون تفاصيل حاسمة، وذلك باعتبار أن ما من أحد يملك مفتاح الحل للمعضلة، كما أن لا مساحة مشتركة بين الأطراف المعنية تدفع إلى البناء عليها.

بالأمس تحرك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وقبله افرقاء من المعارضة وآخرون من جبهة الثامن من آذار ومن المرتقب أن تتواصل اللقاءات وإنما من دون نتيجة فعلية. فما يتم تداوله من أسماء من هذا الفريق يضع عليه الفريق الآخر «فيتو» والعكس صحيح.

قيل أن اسم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية متقدم وإن هناك سعيا لحصوله على ٦٥ صوتا، ثم قيل أن اسم قائد الجيش العماد جوزف عون يلقى أكبر تأييد، ثم قد تأتي مرحلة يقال فيها أن هذا مرشح باتت حظوظه جيدة. إنها المسألة نفسها تتكرر، في الوقت الذي تبدو فيه إشكالية النصاب في مجلس نيابي قائمة على توازنات معينة، هي العائق الأساسي امام وصول هذا المرشح أو ذاك إلى الرئاسة.

يبرز اسم قائد الجيش مجددا في لائحة الإشتراكي وعدم ممانعة البعض من انتخابه، اما من جهة التيار الوطني ، فإن اسمه غير وارد على الإطلاق،وقد جاءت مواقف رئيسه النائب جبران باسيل لتعزز التأكيد أن قائد الجيش هو الخصم الرئاسي الأول.

بالنسبة إلى ما يظهر من اجواء فلا يزال الصمت المطبق هو السائد بالنسبة إلى خطوة ترشيح العماد عون، وكلامه الوحيد يتناول مؤسسة الجيش وأهمية صون العسكريين وحقوقهم، وتسجل مؤخرا زيارات لقائد الجيش كما تسجل أخرى له إلى مقرات رسمية، وهي زيارات يمكن إدراجها في السياق الطبيعي للتباحث في سلسلة ملفات، وتأتي زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى قائد الجيش لافتة من حيث الشكل والتوقيت.

وتفيد المعلومات ان توجهاً واحداً من شأنه أن يعزز التأكيدات حول قرب ترشيح قائد الجيش من المعنيين، ويتمثل في انطلاقة التحركات المتصلة بتعديل الدستور لإتمام انتخابه أو إيجاد مخارج لعدم الدخول في هذا التعديل، وربما قد لا تحصل العملية في القريب العاجل ،على اعتبار أن المرحلة الراهنة ليست مرحلة الحسم الرئاسي، لكنها قد تمهد لشيء ما.

وتعتبر مصادر سياسية مطلعة أن هناك حالة من الترقب لنتائج هذه التحركات المتقطعة مستمرة ولكن ما يُحكى عن مبادرة متكاملة تتنقل بين المعنيين ليس صحيحا، فما هو ظاهر مجرد عملية تبادل طروحات بالأسماء، مشيرة إلى أن ثمة معلومات تؤكد أن موضوع جلسة الإنتخاب المقبلة ينتظر التفاهم والعمل على حصر أسماء المرشحين الجديين بعملية الانتخاب، في حين أن الجلسات المفتوحة لإتمام الأمر غير محسومة إذ لا بد عقد جلسة للإنتخاب في البداية.

وتلفت المصادر الى ان هذا هو مطلب بكركي وأفرقاء في المعارضة اللبنانية، وأن القمة الروحية في بكركي أطلقت صفارة التحضير الإجتماع للنواب المسيحيين لهذه الغاية، وترى أن هناك خشية من بكركي في ألا يتم التجاوب مع دعوتها للقاء من قبل البعض، بفعل التياينات الكبرى والمواقف من الحوار فتفشل بالتالي مبادرتها الأساسية قبل أن تشق طريقها مستذكرة في هذا السياق لقاء بكركي الأقطاب المسيحية، على أن المطلعين على موقف بكركي لم يتحدثوا عن موعد الإجتماع بإنتظار استكمال الاتصالات في هذا الشأن.

إلى ذلك تعرب المصادر عن اعتقادها أن من يريد التسويق للتسوية التي تمهد لإنتخاب رئيس للجمهورية يدرك جيدا ان الفكرة مرفوضة حتى الآن من عدد من النواب، وتقول أن سلسلة أسئلة يفترض بها ان تطرح قريبا وهي: من يمكن أن يأخذ زمام المبادرة ؟ وهل يصل الوقت الذي تنحصر فيه المعركة الرئاسية بين رئيس تيار المردة وقائد الجيش؟ وهل أن الثنائي الشيعي يعمل على تهيئة الأرضية لنصاب فرنجية ؟ وماذا عن اللقاء الخارجي حول لبنان والذي يشدد على دور الافرقاء في داخل لبنان إنهاء الشغور والإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية.