Site icon IMLebanon

رئاسة.. في مهب الأزمات!

على أمل أن ينسحب تفاؤل الرئيس ميشال سليمان بقرب إنهاء حالة الركود المسيطرة على الساحة اللبنانية، على سائر الملفات، خاصة أن أجواء الحوار بين المستقبل وحزب الله تستمر في التبلور وصولاً إلى جدول أعمال واقعي للحوار على رأس قائمته تنفيس الاحتقان المذهبي الحاصل وإعادة إحياء قنوات التواصل كمدخل أول للملفات العالقة، والتي باتت بأمسّ الحاجة لحد أدنى من التوافق، بدءاً بانتخابات رئاسة الجمهورية وصولاً إلى قانون انتخابات من دون إغفال أهمية تفعيل عمل الحكومة وتعزيز وحدة صفها في مواجهة التحديات الإقليمية وانعكاسها على الساحة الداخلية!

إن الملف الرئاسي، على أهميته، ينتظر المزيد من الخطوات الإيجابية بين المنافسين اللدودين اللذين يُحضران للقاء يفترض أن يُسفر عن بعض الانفراجات الرئاسية، خاصة بعدما بات واضحاً أن الجميع يُظهر قبولاً متزايداً لأمر واقع لا مفر منه، تحتم التوافق بعيداً عن الغالب والمغلوب، حيث يُشكّل هذا التوافق المسيحي الرافعة لتوافق وطني ينهي الفراغ القاتل في سدّة الرئاسة والمنعكس سلباً على مفهوم الدولة بشكل عام.

إن خارطة الطريق المطروحة ممكن أن تكون عيدية اللبنانيين، في وقت هم أكثر من تواقين للإيجابية بعد مرحلة طويلة من الركود والسلبية واليأس المتسلل إلى النفوس التائهة!

من المؤلم أن يتوقف مصير بلد ومواطنيه على مزاجيات أفراد ومدى تقبلهم للديمقراطية وللبراغماتية السياسية السائدة! أو يتوقف على صفقات خارجية وتحالفات تراعي المصالح الخاصة للجماعات، تمذهب كل استحقاق وتستثمر كل حوار في زواريب ضيّقة.. ولكن في ظل هذا الواقع، يعوّل اللبنانيون على قدرة هذه الطبقة السياسية على الخروج من المأزق بأقل قدر من التفاعلات، فجمهورية بلا رئيس تُبقي البلاد والعباد في مهبّ الأزمات، حيث لا استقرار داخلياً ولا ثقة دولية تُعيد الاستثمارات الى بلد الخدمات، أو تضع قيد التنفيذ مقررات الدول المانحة الداعمة لأزمة النازحين، وبالتالي تعيد البلد الصغير إلى الخارطة العالمية بثقة.

إن الخروج من الأزمة الرئاسية إنما يحمل عدداً من مفاتيح الفرج لعدد غير صغير من القضايا، فهل تحمل نهايات 2014 بعض الانفراجات أم أن التمنيات هي أقصى ما سيناله لبنان في المستقبل المنظور؟!