المعارضة تنتظر نتائج التنسيق بين الكتل
عاد ملف الرئاسة إلى التزخيم ام لم يعد… هي الصورة التي ترتسم في الوقت الراهن سواء اتت النتيجة إيجابية أو سلبية. تحرك الاستحقاق من خلال لقاءات واجتماعات لكن لا يعني أن في الحركة بركة. ليس معروفا ما إذا كان في الامكان الإطلاق عليها محاولة لإخراج الملف من المراوحة الحاصلة. وقد جاء موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية قبل الخامس عشر من حزيران المقبل ليعزز التأكيد ان الحسم بات مطلوبا. رمى رئيس المجلس هذا الموقف وهو ينتظر ما قد يسجل من خطوات..
في السياق نفسه اندرجت زيارة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى السفير السعودي وليد البخاري في سياق هذه الحركة، أما مفاعيلها فتترجم لاحقا، فالتواصل كان ضروريا لأكثر من سبب أولا تأكيد المملكة وقوفها على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء وثانيا الحرص على عقد لقاءات مع الجميع وثالثا التشديد على أهمية الحوار الداخلي- الداخلي. في المقابل، أضاف فرنجبة نقطة لمصلحته لاسيما أنه أظهر أن لا فيتو سعوديا عليه، حتى وإن لم ينل جوابا شافيا، فانعقاد اللقاء بدد هواجس فرنجية الذي خرج مرتاحا وغرد عن ودية الاجتماع.
في مقلب المعارضة يحكى عن اتصالات تتم ولقاءات متفرقة وقرب اتخاذ موقف ما حيال التوافق على أسماء جديدة، أما مسألة التنسيق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فليست واضحة إذ أن ما من خطوات على الأرض إلا إذا تقرر أن تتم بشكل سري.
والواضح أن القوى المسيحية تعاني من تبعثر ما، وفق ما تكشف مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» بدليل غياب التداول واللقاءات المتبادلة الأمر الذي تنفيه مصادر هذه القوى التي تؤكد أنه في اللحظة المناسبة سيتظهَّر الاتفاق لاسيما بين بعض هذه القوى من دون احتساب وضع التيار. وتشير هذه المصادر إلى أن الاجتماع بين السفير السعودي ورئيس المردة لا يؤسس لقرار ما في المستقبل القريب، ولا يعني تأييدا مباشراً لفرنجية، فالسفير البخاري يستكمل لقاءاته مع القيادات، ويسجل ما يسمعه من دون ان يصدر عنه أي إشارة توحي بتدخل من بلاده في هذا الاستحقاق.
وترى المصادر نفسها أن تحريك الملف بشكل مكثف يعطي الانطباع أن الطبخة الرئاسية وضعت على النار إنما الواقع يعكس خلاف ذلك، ومع بروز طروحات جديدة قد تتبدل المعطيات. وكذلك هناك إصرار المعارضة على اي تفاوض يتعلق بمنح أصوات لمرشح الممانعة، لافتة إلى أن الأجواء الداخلية على حالها ولا تزال اشكالية النصاب قائمة، يعني أن ما من حظ لمرشح الثنائي الشيعي وكذلك الأمر بالنسبة إلى مرشح المعارضة، وهذه الحلقة المفرغة لا يمكن الخروج منها بسهولة، ولذلك لا بد من ترقب الخطوات المقبلة.
في المقابل، ترى أوساط مراقبة عبر «اللواء» أنه في حال تمكنت المعارصة بالتعاون مع التيار الوطني الحر من التفاهم على اسم وهذا أمر مستبعد فإنها لن تكون قادرة على انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن أصوات النواب المسلمين، وتعتبر أن الكلام عن إمكانية السير بمرشح توافقي من قبل جميع الكتل النيابية لا يزال في اطار التداول لأن اللائحة التوافقية التي جال بها رئيس الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وقتها على القيادات بقيت معلقة، وبالتالي هناك ترقب إلى ما قد تُقدم عليه المعارضة من أسماء جديدة تحمل صفة التوافق أيضا، على أن البحث عن هذه الأسماء لم يستقر بعد على رأي وقد يستغرق الأمر بعض الوقت.
لا مبادرات جديدة والتحركات الدبلوماسية منقسمة بين المرشحين وطرق مقاربة إنهاء الشغور الرئاسي
وتعرب هذه الأوساط عن اعتقادها أن ما من اجتماعات خارجية في الوقت القريب بشأن لبنان وليس هناك من تدخلات جديدة، حتى أن الفرنسيين والأميركيين لم يقدموا مبادرة جديدة وهم على مواقفهم الثابتة، أما دولة قطر التي نقل عن مسؤوليها أنها تدعم قائد الجيش العماد جوزاف عون فتردد أنها سترسل موفدا لها لكن من دون تحديد موعد، وتكشف الأوساط عن برودة خارجية في هذا الملف على اعتبار أن الوقت حان لمساع داخلية صرف تأخذ مداها لإنهاء الشغور الرئاسي، في حين أن ما من تبدل في التوازنات المحلية.
ما يجري في الملف الرئاسي ليس الا عبارة عن تحركات سياسية تحمل في غالبيتها ردودا مضادة بعيدا عن إمكانية الوصول إلى قواسم مشتركة والتي يراها البعض صعبة المنال اليوم وغدا.