Site icon IMLebanon

الرئاسة في الغربال  المسار ليس نزهة

الترشيح في اليد لكن الإنتخاب على الشجرة، بهذا غرَّد أحد الناشطين على أحد مواقع التواصل الإجتماعي التويتر، حين شعر بأنَّ ترشيح الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون بات مضموناً. فرد عليه مغردٌ آخر التكليف شيء لكنَّ التأليف شيء آخر، في إشارة إلى صعوبة تأليف حكومة العهد الأولى، في ظل حجم الإعتراضات على عدم وجود التفاهم قبل الرئاسة، بالرغم من الإتفاق المسبق بين الرئيسين الحريري وعون في أواسط شهر رمضان المبارك، حيث اتفقا سوياً على كتمانه إلى أن ينضج.

مغردٌ ثالث كتب يقول: عند إعلان ترشيح العماد ميشال عون يكون لبنان قد دخل في المجهول، فهذا الترشيح ليس لإنقاذ لبنان بل ثأراً من 13 تشرين الأول 1990. فهل يعيش لبنان على الثأر؟

***

ما تقدَّم هو عيِّنة من آراء المواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي التي تكاد تُبعِد مرشحاً وتُقدِّم مرشحاً، هذه المواقع لم يعد يُستهان بها لأنها تكاد أن تتحوّل إلى ما يمكن اعتباره السلطة الخامسة لأنها قوة في حدِّ ذاتها وبات السياسيون يعتمدونها عندما يريدون إيصال صوتهم.

إذا استطلعنا أحدث التغريدات على تويتر فماذا نجد؟

رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه غرَّد قائلاً: أنا مرشّح ولن أتراجع.. والكلمة الفصل لصندوق الإقتراع في 31 تشرين الأول.

بهذه التغريدة يكون الوزير سليمان فرنجيه قد أسس ليكون ركناً أساسياً في جبهة المعارضة التي ستتبلور ملامحها لاحقاً، ولعلَّ المفارقة الأساسية في هذا البلد أنَّ المعارضة فيه تتشكَّل قبل السلطة، فالمعارضة ستولد في أربع وعشرين ساعة لكن كم من الوقت ستستغرقه الحكومة لتولَد؟

الحكومة ستولد بناءً على الإتفاق السري بين العماد عون والرئيس الحريري وإنَّ الحكومة ستنجز بسرعة فائقة.

***

المعطيات المتوافرة حتى اليوم تشير إلى أنَّ الجلسة السادسة والأربعين في 31 تشرين الأول الجاري قد لا تكون جلسة انتخاب الرئيس، وإنَّ موعد الجلسة السابعة والأربعين سيكون في 17 تشرين الثاني المقبل، لمزيد من المشاورات والإتصالات:

فحليف الرئيس بري، لا يرضى بعزل رئيس مجلس النواب تحت أي عنوان من العناوين.

إذاً المطلوب قبل الوصول إلى الجلسة التي سيتم فيها انتخاب الرئيس، إنجاز الملفات التالية: معالجة قضية الرئيس نبيه بري، إذ حليفه وافق على العماد عون كما الرئيس بري خط أحمر.

معالجة الوضع الدبلوماسي ولا سيما الغربي منه والذي يقف مندهشاً بسبب ما وصلت إليه الأمور، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تبيّن أنَّ المناقشات التي قام بها دبلوماسيون غربيون مع مرجعيات لبنانية، بيَّنت إنقساماً غربياً دولياً بخصوص الترشيح بحيث يظهر فريق مؤيد، بينما فريق آخر من الدبلوماسيين معارض.

إذاً تلك المعالجات الحثية تظهر ما بعد الترشيح ليتمَّ ملء الفراغ.