قسِّموها… قسِّموا رئاسة الجمهورية أيها الخلفاء الأربعة الراشدون… قسِّموها الى أربع إذا شئتم، وإنْ خفتم ألّا تعدلوا فتعادلوا.
قسِّموها… وعلى ثيابنا اقترعوا وخلِّصوها وخلّصونا من هذا الإرث الثقيل، ومن هذه الرئاسة السائبة التي تعلّم الناس الحرام.
ألا يكفي، أن تمرّ شهور طويلة على الشغور ونحن ننتظر الأعجوبة تتمّ مقدّسة على يدكم، لا أن تأتي مدنّسة على يدٍ غربية أو غريبة، كأننا لم نتعلم كيف نكون نحن، وكيف ننفصل عن هذا الضمير القسري المستتر الذي تقديره هو.
مع كل صكوك الغفران التي يمكن أن تتسامح بها معاصي الأمس، إلّا أن هذا الزمان الذي يحتشد بكبائر الحِدثان وفيه تُطرح المصاير، عندنا ومن حولنا، فإن رئيس جمهورية هذه المرحلة ليس ذلك الذي يعدّ نفسه للسجاد الأحمر وهو ينظر عبَثاً من فوق الى الأحمر الذي يخضّب روما وحوله الغواني يرطّبن له الهواء بإجنحة المظلات المتحركة.
المطلوب اليوم رئيس إنقلابي، وحكْمٌ إنقلابي، وحكومة إنقلابية تثور على كل موروثات حكم الإنحطاط والمحسوبية والتبعية وتجار التعصب والتمذْهُب وشراء الكراسي بالمال، وعلى موروثات الآفات المستفحلة بالعفن والفساد والإهتراء وتسخير القانون للمكاسب والنفوذ.
المطلوب حكم إنقلابي ثائر على المافيات السياسية، والرواسب الميلشياوية، واللصوصية «الشرعية»، وأصحاب البطون المتخمة بالنهب، والجيوب المنـتفخة بالسلب.
والملحّ المطلوب، أن يكون في قصر بعبدا أسدٌ لبناني لا شبلٌ سوري، بالإذن من الصديق عاصم قانصو، وأن تكون في السرايا حكومةٌ على صورة الحراك الشعبي والمجتمع المدني، ترفع في الشوارع العامة والساحات يافطاتٍ تؤكد التعهّد بالتقاط أوصال الدولة من دهاليز التفكك، وانتزاع المستقبل من الذين سلبوه، و«حماية البلد» من الذين يفترض أن يكونوا هم حُماتُه.
هذه بعض عناوين برنامج الرئيس القوي للوطن المستضعف، فإنْ كنتم على قدر هذا الرهان التاريخي فتفضلوا، وإلّا… فتفضّلوا واتركوا الرئاسة شاغرة، والمجلس النيابي مقفلاً، والحكومة عاطلة ومعطّلة.
والله وليّ التوفيق.