(50/50 في مجلس نيابي يميل بتصويت 65/ 63 لمشيئة تسويات 8 آذار، مرشح للتعطيل في الاستحقاقات الدستورية المقبلة!)
فرض حضور النواب التغييريين حيوية جديدة على المجلس النيابي. ولكن هذه الحيوية لم تكن كافية لفرض التغيير في انتخابات رئاسة المجلس النيابي أو حتى على مقعد نائب الرئيس أو في مكتب المجلس! فأداء القوى الأخرى مثل «مستقبليي الماضي» وغيرهم ممن يمكن التعويل عليهم من المستقلين من خارج الكتل الحزبية الكبرى لم يرجح كفة التغيير. بل عاد لانتخاب الرئيس بري ونائبه أبو صعب الى جانب كتل السلطة الأساسية مثل حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي وكتلة الوزير فرنجيه… ومن الطبيعي أن الحزب الاشتراكي ما يزال يحافظ على موقعه في هيكلية السلطة، بالاضافة الى محافظته عليها!
وسيبقى الحزب الاشتراكي الى جانب حركة أمل في تشكيل الحكومات المقبلة أياً تكن التصريحات! وهذا الأمر نفسه سيسري على التيار الوطني الحر! فالمشكلة التي ظهرت في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، هي أن هيكلية السلطة التي حكمت لبنان منذ سنوات طويلة، بما فيها فلول «تيار المستقبل»، الذين خاضوا الانتخابات في مناطق عدة، ما تزال تحافظ على البنية التحتية نفسها.
إن العناصر الأساسية التي تحتاج الى مواجهة ما تزال راسخة في أرضها، وهي سلاح حزب الله وزعماء الفساد. وذلك، مع تخلي المجتمع الدولي عن لبنان وسط الحالة المالية والكارثية المعروفة.
إن هذه الحالة في اللا أكثرية ستنعكس على تسمية رئيس الحكومة المقبل وعلى تشكيل الحكومة المقبل، حيث ستكون مساحة المناورة ضيقة. ولكنها ستكون ضيقة في كل الاتجاهات، في اتجاه قوى السلطة، كما في اتجاه القوى السيادية والتغييرية. وإذا كان التعطيل يمكن أن يرافق الاستحقاقات الدستورية المقبلة، من بينها رئاسة الجمهورية، فإن إمكانية تغيير الأداء السياسي في تغيير الزعماء الفاسدين، وفي تسليم سلاح حزب الله، وفي وقف الانهيار المالي ستكون ضيقة جداً. حتى ولو كانت المراقبة والمساءلة، من قبل نواب التغيير على وجه التحديد، التي ستحد من الهدر والفساد في تلزيمات وعمليات المستقبل. بارقة نور في مستقبل قريب مظلم جداً… جداً!
للأسف، إن «نزول» الدولار سيتوقف. وارتفاع سعر صرفه سيعود. وعلى الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار حوالى 30% من 38.000 ليرة الى 28.000 ليرة، فإن سعر الوقود (تنكة البنزين تحديداً) ارتفع!!! ويمكن للأسف نعي الفوترة بالليرة في حين الأجور والمعاشات ما تزال بالليرة بمجملها… وللحديث الاقتصادي الاجتماعي جولات وجولات في الأيام المقبلة! معركة التغيير في خطوتها الأولى. وهذه المعركة ستكون صعبة جداً وطويلة جداً… «والله يطولِّك يا روح»!