رئاسة الحكومة دخلت مرحلة من التحديات بعد نكبة غزة والحرب على لبنان، وبعد المشهد السوري الشديد الغموض رغم انتقال الكاميرات الاخبارية الى سوريا والمواقف الدولية المعلنة والمضمرة وكثافة الوفود الدبلوماسية الاميركية والدولية وعودة السفارات الغربية واجتماعات العقبة بحضور اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي وتركيا ومصر والسعودية وقطر والبحرين والاردن والعراق، وسؤال سوريا الى اين يبقى من دون جواب حتى الان .
رئاسة الحكومة هي السلطة الوحيدة المتحركة والغير محصنة بمهلة زمنية ثابتة، وهي الرئاسة الوحيدة الخاضعة للمساءلة والمحاسبة ومنح وحجب الثقة والنصاب الوزاري والوزير الملك واسقاط الحكومة باستقالة ثلث الاعضاء زائد، ورئاسة الحكومة هي النموذج الديموقراطي في ادارة الشراكة الوطنية، ورئيس الحكومة يتم اختياره عبر استشارات نيابية ملزمة وغير خاضعة لاكثرية مذهبية وحدث ان كلف رؤساء حكومات لم يختارهم النواب السنة وشكلوا حكومات دون اي اعتراض، ان حسن اختيار رئيس الحكومة امر غاية في الاهمية لاننا مقبلون على مخاطر جيوسياسية بعد ان تعاظمت الفوضى الخلاقة الى ما فوق كل التصورات والتوقعات مما قوض كل قواعد الاستقرار في المنطقة .
الصديق صلاح سلام الشخصية الجامعة استضافنا في بيته الوطني، وبحضور دولة الرئيس تمام بك سلام ونخبة وطنية من الشخصيات الروحية والنيابية والقضائية ورجال القانون والمال والاعمال، واصغيت باهتمام شديد الى حديث دولة الرئيس تمام بك سلام الذي تحدث باحترام رفيع لوعي الاخرين وقدم متابعة عاقلة ومعمقة وبالغة الدقة لمجريات الأحداث مع حسن اختيار التعابير في تقديم الخيارات المتعارضة وتأثير ومخاطر التحولات الإقليمية والدولية ولفتني استحضاره الرئيس رفيق الحريري ورؤيته لمستقبل لبنان والمنطقة.
دولة الرئيس نجيب ميقاتي (ابو ماهر) اظهر مهارات تستحق التقدير في لحظة مصيرية بالغة الدقة من انعقاد مجلس الوزراء في مدينه صور ورمزيته الوطنية إلى جولته الأوروبية من اسبانيا وفرنسا الى روما ولقاء قداسة البابا ورئيسة وزراء ايطاليا ورئيس السلطة الفلسطينية، ليعود الى لبنان لاستقبال رئيس وزراء اليونان وقادة عسكريين دوليين، ثم الانتقال الى تركيا ولقاء الرئيس اردوغان ليعود الى بيروت لعقد مجلس الوزراء والعودة الى مطار رفيق الحريري لتكريم رئيس مجلس الادارة محمد الحوت واسرة طيران الشرق الاوسط قبل سفره الى القاهرة وحضور قمة الثمانية ولقاء الرئيس السيسي والعديد من الرؤساء ، لتبقى رئاسة الحكومة… الرأس قبل الرئيس.