IMLebanon

الرئاسة بين الداخل والخارج: الفيتو داخلي هذه المرّة…

 

لا يمكن الحديث عن استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان إلا بشكل متداخل بين الخارج والداخل وكأنه حدث مشترك، خاصة بعد الأحداث التي حصلت في السنوات الثلاث الأخيرة والتي كان عنوانها الحصار الأميركي على لبنان بهدف إضعاف المقاومة، لكن رغم كل هذه المحاولات باتت الولايات المتحدة تعلَم جيداً أن المقاومة لا يمكن المس بها داخلياً، لكن محاولاتها المستمرة من خلال سياساتها تأتي في سياق تشديد الضغط، ورغم ذلك كل ما قامت به من حصار وانهيار وعقوبات صحيح أنه أضرّ لبنان بشكل عام وساهم في إيصاله الى ما نحن عليه اليوم لكنه لم يؤثّر في المقاومة بشكل خاص، لا بل على عكس ما يهدفون، فالمقاومة بات لديها فائض قوة وأصبحت تصنع معادلات في المنطقة.

 

يربك حزب الله الأميركي في الداخل اللبناني باعتباره مكوّنا أساسيا “يقبل ويرفض” وهو اليوم يرفض وصول أي رئيس للجمهورية ضد المقاومة وهذا ما شرحه شخصياً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبالمقابل الطرف الداخلي المحسوب على الأميركي يفقد التوازن باعتباره أصبح ضعيفاً جداً لكن ولاءه له هو الذي يجعل الخارج حاضرا بهذا الشكل باستحقاق الرئاسة.

 

هذا الصراع في ديمومة دائمة لكن في كل مرحلة يأخذ شكلا مختلفا وعندما لا يأتي التصعيد بنتيجة وأحياناً بنتائج عكسية نلحظ التراجع في نقاط محددة، من هنا بدأ الحديث عن ليونة ظاهرية بموضوع الرئاسة من الفريق الأميركي-الفرنسي- السعودي بما يخص اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، باعتبار توزيع الأدوار يكون على الشكل التالي: الأساس أميركي الذي سلّم الملف اللبناني للفرنسي وهنا تكمن أهمية دوره أما السعودي فتكمن أهميته حسب الهامش الأميركي، لكن في الوقت نفسه لا تستطيع المملكة الاستمرار في تجاهل الوضع في لبنان بحيث بدل التراجع تخسر دورها نهائياً، من هنا نرى إمكان تراجعها عن رفضها لرئيس ينتمي الى فريق كانت تضع عليه فيتو سابقاً، لعلّه طمعاً منها بدور ما فيما بعد باختيار رئيس حكومة تُعيد مكانتها من خلاله أي ضمن تسوية لم تُعرَف ركائزها بعد.

 

أما في الداخل فالموقف الرافض البارز والمؤثر والذي لا يمكن تخطيه هو موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي رفع السقف كثيراً بوجه رئيس تيار المردة بتسريبه الأخير، موقف له قراءتين متناقضتين: الأولى أن موقف باسيل نهائي ومحسوم وقاطع برفضه فرنجية.

 

أما القراءة الثانية التي يتغلّب عليها طموح باسيل الرئاسي الذي لم تتوافر شروط تحقيقه هذه المرة، فهل من الممكن أن يقبل فرنجية الآن لكي يضمن مجيئه بعد ٦ سنوات؟ وبخاصة أن قبوله سيكون وفقاً لشروطه وتحديداً هذا الشرط، باعتبار أن البديل الحالي قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي بحال وصوله ستتكرر المعركة ذاتها بعد ٦ سنوات.

 

وما بين الخارج والداخل، لعلّها من المرات القليلة والنادرة التي يكون فيها “الفيتو داخلي” على استحقاق بحجم رئاسة الجمهورية.