فيما تنتظر بلديات جزين صدور قرار مجلس شورى الدولة في الطعن المقدّم من رئيس بلدية جزين السابق خليل حرفوش ليصار الى انتخاب رئيس الاتحاد، المسلّم سلفا بهويته «العونية» أكان حرفوش نفسه، في حال قبول الطعن، او أحد مرشّحي «التيار» على اللائحة، فإن الرابية خاضت معركة صعبة على أرض كسروان من أجل الفوز برئاسة اتحاد البلديات بوجه منصور البون وفريد هيكل الخازن ونعمة افرام و «القوات اللبنانية».
نام منصور البون على أمل ان تحمل له الصناديق في اليوم التالي فوزا بـ 34 بلدية من اصل 54، فيما لم يشاركه الحلفاء التفاؤل نفسه. العونيون ناموا على حرير 32 بلدية تطوّب رئاسة الاتحاد لهم.
أما الصناديق فلم تخذل «التيار الوطني الحر»، لكن الفارق كان معبّرا وكشف قساوة المعركة. 28 بلدية صوّتت لرئيس بلدية جونية جوان حبيش و26 بلدية لرئيس بلدية زوق مكايل ايلي البعينو. لدى الجانبين ظهرت الخيبة من عدم التزام بلديات بوعودها. وبدا لافتا تصويت البلديات الشيعية الثلاث في القضاء لمصلحة البعينو وحجب أصواتها عن مرشح ميشال عون. وكما في جونية، كذلك في الاتحاد وقف سمير جعجع ضد حليفه بذريعة عدم تمكّنه من التحرّر من التزاماته.
وقد انتخب رئيس بلدية الكفور انطوان ابي صعب نائبا للرئيس وهو محسوب على «القوات» سياسيا، لكن تربطه علاقة جيدة مع العميد شامل روكز.
المفارقة ان لا فوارق كبيرة جدا بين المرشّحين للموقع إذا استحضرت لغة الفرز السياسي. جوان حبيش شكّل عنوان معركة «مصيرية» لميشال عون في جونية، وايلي البعينو، نائب رئيس بلدية زوق مكايل نهاد نوفل منذ نحو 53 عاما ورئيس الاتحاد منذ 38 عاما، كان مدعوما في الانتخابات البلدية من الهيئة المحلية في «التيار الوطني الحر» ويشهد له كثيرون بنظافته وآداميته وتربطه علاقة جيدة مع «الجنرال»، لكن قرار الرابية منذ لحظة خوض انتخابات جونية ترافق مع الرغبة بايصال حبيش الى رئاسة الاتحاد.
وما ليس خافيا على أحد ان هذه المعركة شكّلت المحطة العلنية الثانية، بعد جونية، للعميد المتقاعد شامل روكز من أجل تكريس حضوره على البقعة الكسروانية في تمهيد واضح لدخوله المعترك النيابي بعد ان حُسِم قرار عدم ترشّح ابن شاتين للانتخابات النيابية في البترون.
لن يكون تفصيلا ان يضمّ ميشال عون اتحاد بلديات كسروان الى «مناطق النفوذ» التي يسيطر عليها في المؤسسات والادارات الرسمية، ما يجعل الاتحاد تحت قبضته سياسيا وإداريا وإنمائيا… الروايات من جانب العونيين لا تتوقف عن الكيد الذي كان يمارسه نهاد نوفل في السنوات الماضية، ما أوجب الوقوف أمام مشروع انتقال عصا الرئاسة الى نائبه لأن ذلك سيعني بقاء «ظل» نوفل مسيطرا على الاتحاد.
يستذكرون طريق سهيلة درعون التي التزمتها شركة «الكا» لصاحبها فريد هيكل الخازن، لكن المشروع بقي عالقا على مدى عشر سنوات كرمى لكسارة الخازن. وينبشون ملفات «دواخين» الزوق، والتساؤلات حول أوجه صرف أموال الاتحاد وعشوائية مولدات الكهرباء ومخالفات البناء و «ستاد نهاد نوفل» الذي كلّف أموالا طائلة والاتحاد الذي يملك إمكانات هائلة لكنه يمارس الاستنسابية في توزيع «خيراته» على البلديات… لذلك ارتدت المعركة ثوب «تغيير النهج» من أجل إنماء اكثر «عدالة» في كسروان. تحت الطاولة كانت الحسابات سياسية بامتياز سيّما وان القضاء سيكون، كما باقي الاقضية، على موعد ربما قريب مع الانتخابات النيابية. والاتحاد سيكون اللاعب الاكبر فيها.
وبعد نتيجة جونية، يهلّل العونيون للانتصار الكسرواني «الشامل»: «جونية معنا. وفي كل بلديات القضاء إما لدينا رؤساء بلدية أو أعضاء او نواب رؤساء، وسيكون ربحا صافيا ان يقف الجميع ضدنا ونربح معاركنا، مع العلم أنه عام 2010 حصدنا 18 بلدية عبر مرشحنا شربل مرعب».