Site icon IMLebanon

رسالة إلى الحاكم في بلادي بلاد الأرز

 

أيها الحاكم في بلادي؛ القابع فوق آلام المواطنين وصرخات الجوع والحاجة في شوارع وساحات طرابلس وبيروت وجل الديب ومثلث خلدة وصيدا والبقاع وعكار والمدن والأحياء والبلدات اللبنانية الأخرى؛ بقبضاتهم المنهكة وصدورهم العارية؛ والمتألمون من البطالة والإغلاق والظلامة والوباء الخبيث؛ والغاضبون لإغلاق مدارسهم وجامعاتهم ومصانعهم ومتاجرهم وقوت عيالهم؛ ويا أيها الناظر من فوق كرسي الحكم؛ بعناد واستقواء على جوع وعطش اللبنانيين وأمراضهم وفقرهم؛ وفقدان أمنهم الصحي والإجتماعي والغذائي..

 

وغير المبالي بأزمات الغلاء وفقدان الدواء؛ وانتشار الوباء الحاصد لأرواح المواطنين من على الطرقات؛ وعلى أبواب المستشفيات العامة والخاصة، أما آن لك ولمن حولك أن تتقوا الله تعالى بالوطن؛ وطن الرسالة؛ وبمعاناة الناس الذين ظنوا بكم خيرا؛ وتسهلوا ولادة تشكيلة الحكومة المحتجزة في أروقتكم البائسة؛ حكومة المواطنين الطيبين الصالحين العاملين بصمت؛ لا حكومة محاصصة الأحزاب والتيارات والحركات والمحاسيب والأزلام والفساد والافساد؛ ألا تدرك أيها الحاكم؛ وأنت المؤتمن؛ وألا يعلم من حولك من فاقدي الوعي والبصيرة؛ ان الشعوب المظلومة؛ قد تصبر وتصبر؛ لكنها لن تغفر ولصبرها حدود.

 

الوطن وإنقاذه من مستنقع الأنا ومحاور الخطأ والخطيئة؛ أكبر من أنانيات حكامه؛ ومصالح اللبنانيين تتقدم حكما؛ على مصالح الحاكم ومستقبله وحصصه وهوسه بالسلطة؛ واستمرارها لحواريه ومناصريه؛ والوطن الجريح أسمى وأبقى؛ من تطلّعات ونزوات وترهات الأبناء والأصهار والمستشارين والأنصار؟

 

أيها الحاكم في لبنان؛ كفى تفسيرا وتحويرا واستنسابا لمضمون مواد الدستور؛ وكفى لعبا بمصير البلاد والعباد؛ وكفى انتظارا واستماعا لوسوسة ومزاجية وعنصرية الصهر الرئيس الظل وعقده وهوسه بالسلطة والمال.

 

كفى تعصبا وعنادا واستحضارا لما مضى من أخطاء وخطايا بحق الناس والوطن؛ وكفى مراهقة ومراهنة على التفاهمات المعلنة؛ والتحالفات الخفية العنصرية منها والطائفية داخليا وخارجيا.

 

لبنان الدولة والوطن لن يستمر إلا بالتسامح والمحبة والهوية العربية؛ وبثقافة المواطنة والحداثة؛ والوحدة الوطنية والتعاون والتلاقي والتكامل مع عمقه الطبيعي مع أشقائه العرب والدول الصديقه؛ لبنان وشعبه يستحقون الحياة الحرة الكريمة؛ ويأبى أن يكون ساحة ملتهبة لصراعات الآخرين؛ أو منصة وقاعدة للمشروع الصفوي الإيراني أو الصهيوني التلمودي لاستهداف الأشقاء العرب؛ أو الدول الصديقة والمحبة للبنان وشعبه الطيب الأصيل.

 

أيها الحاكم في لبنان؛ كفى كفى كفى؛ قطيعة مع الدول العربية الشقيقة؛ والدول الصديقة؛ وكفى ابتزازا وهيمنة وعصبية بغيضة؛ وطائفية منحرفة؛ وشعبوية حاقدة؛ ومتاجرة بحقوق هذه الطائفة أو تلك؛ فالوطن فوق الجميع وللجميع؛ وآن لك أن ترتاح مع ظلك؛ ليحيى الوطن ومعه مفهوم ثقافة المواطنة؛ والوطنية الصادقة؛ والدولة القوية العادلة؟

 

* رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام