IMLebanon

“بريزيدان”

 

قبل الراحل أنطوان شويري لم تكن صفة “بريزيدان” رائجة في الوسط الرياضي وبعده. لا رئيس إتحاد خاطبوه بتلك الصفة. ولا رؤساء أندية. وأوصل فريق الحكمة إلى موقع متقدم على خريطة البطولات العربية والآسيوية ونقل “بريزيدان شويري” كرة السلّة، في عصرها الحديث، إلى العالمية. في ميدان الرياضة “بريزيدان” وفي مجال الإعلانات “إمبراطور”.

ويُروى أن أحد رؤساء الأندية دفع مالاً وفيراً مطلع الألفية الثالثة للإنتقال بلاعبيه المميزين إلى الدرجة الأولى، وتمكّن في العام 2003 من تحقيق فوزين مستحقين على فريقي “الرياضي” و”الحكمة”، والأهم أن رئيس النادي الشاب الباذخ طلب من لاعبيه أن ينادوه “بريزيدان” وكم بدا اللقب “مبهبطاً” عليه. ولم يطل الأمر به، حتى حلّ فريقه وانسحب من الساحة الرياضية بعدما صرف ملايين على نرجسيته.

اليوم، كل رئيس اتحاد رياضي هو بريزيدان، كل رئيس لجنة أولمبية هو بريزيدان، كل رئيس ناد بالدرجة الرابعة وطلع أربع مرات على الإعلام هو “بريزيدان” حتى أن بعض نقباء المهن، كنقيب أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري، يفضّل “بريزيدان” على “نقيب” التي تجعله في منزلة مساوية لسائر النقباء، من نقيب المعلّمين إلى نقيب المهندسين ونقيب الدباغين ونقيب مربي الدواجن، مع كامل التقدير لكل النقابيين والمهن. عدا عن ذلك الـ “بريزيدان” بخلاف “نقيب” كلمة أجنبية، أي “أكلَس” وليست بمنزلة “ريّس” التي صارت تسبق اسم رئيس بلدية صغيرة أو كبيرة كما تسبق صفة “معالي” أسماء الوزراء، ومنهم من هو مستعد أن يبيع البيت وعفش البيت وقطعة الأرض كي يسمع كلمتين سحريتين “صاحب المعالي” لعشرة أشهر أو لأحد عشر شهراً. التوزير حلم ولو في “جمهورية جهنم الديموقراطية” المعروفة سابقاً باسم “الجمهورية اللبنانية”. وسجلت مراصد الزلازل أن في الساعة الرابعة والدقيقة 18 من بعد ظهر الخامس عشر من تموز سقط اعتذار الرئيس سعد الحريري على رؤوس بعض المرشحين والمرشّحات للتوزير، كما الصواعق في ليلة كانونية مرعبة كما الزلازل المدمّرة كما الأعاصير.

بالعودة إلى الموضوع الأساس، لا إحصاء دقيقاً عن عدد من ينادونهم “بريزيدان” في لبنان، لكن الأكثر شهرة هو الـ “بريزيدان عون”. ولعل ما يميّزه عن سائر الـ “بريزيدانات” أنه لم يدفع من جيبه كرؤساء الأندية الرياضية، ليضيف إلى أسمائه الحسنى لقب “بريزيدان” بل أن البلد عن بكرة أبيه دفع من جلده وروحه وأعصابه وحاضره ومستقبله وأرزاق بنيه على مدى أعوام.