Site icon IMLebanon

أين الرئيس بشار الأسد؟ وأين «فيلق القدس»؟

 

 

عندما نقول: أين الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية التي كانت في قديم الزمان قلب العروبة النابض، نتذكر كذلك أنّ هناك مقولة معروفة: ان لا حرب بين العرب وإسرائيل بدون مصر، ولا سلم مع إسرائيل بدون سوريا.

 

هذا كان في قديم الزمن، ولكن وللأسف الشديد… منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها الرئيس بشار الأسد الحكم، بدأ العدّ العكسي لما كان يسمّى «قلب العروبة النابض».. حيث حوّل الرئيس بشار سوريا الى ضَيْعة علوية فقط، بالاضافة الى مجموعات من «حزب الله» الذين ساعدوه في قتل الشعب السوري بحجة حماية الأماكن المقدّسة بدءاً بمقام السيدة زينب في ريف دمشق… ولكنهم ذهبوا الى حمص وحماه واللاذقية وحلب وارتكبوا مجازر، يمكن مساواتها بالمجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في فلسطين. فعلى سبيل المثال: ماذا يعني قتل مليون ونصف مليون مواطن سوري بحجة الارهاب؟ وماذا يعني تهجير نصف الشعب السوري، أي 12 مليون مواطن بالحجة نفسها أي الارهاب؟ هذا كله كذب بكذب، القضية هي الكرسي فقط، إذ يعتبر الرئيس بشار أنّ كرسي الرئاسة قد أوصى بها والده إليه… ولا يمكن لأحد أن يأخذها منه. ومن أجل ذلك نقول بصراحة: لقد تعاون بشار مع الشيطان، والشيطان اليوم هو الفرس الذين يكرهون المسلمين والعرب، كما نقول دائماً، لهذه الأسباب:

 

أولاً: الاسلام هو الذي أسقط دولة الفرس.

 

ثانياً: الحرب التي قامت بين الرئيس صدّام حسين والإمام آية الله الخميني والتي دامت 8 سنوات دُمّر فيها البلدان والجيشان معاً.

 

ولنبدأ بضرب إسرائيل للمفاعل النووي السوري عام 2007… ماذا فعلت سوريا؟ طبعاً لا شيء… بل كان الجواب التقليدي: «سنرد في المكان والزمان الذي نختاره».

 

وقبلنا بكل ذلك الادعاء. أما عندما قام أبطال «طوفان الأقصى» بأكبر وأعظم عملية عسكرية تحريرية في التاريخ… ماذا فَعَل الرئيس بشار؟ طبعاً وقف متفرّجاً مع انه بالرغم من تدمير مطار دمشق الدولي أكثر من مرّة، وتدمير مطار حلب أيضاً، والعمليات العسكرية التي يقوم بها الطيران الاسرائيلي بالاتفاق والتنسيق مع الجيش الروسي.. يبدو ان الرئيس السوري فقد النطق حتى التصريحات السخيفة التي كان يرددها ولو في الكتمان أحياناً زالت وتوقف عن الكلام لأنه أدرك ان الشعب لا يصدّقه ولا يثق به ولا يكترث بما يفعله في أي موقف.

 

فعلاً أبطال «طوفان الأقصى» كانوا أذكياء جداً لعدّة أسباب:

 

أولاً: إنهم لم يُعلموا أي طرف من الأطراف، حتى الفرس لم يدروا بالعملية، لأنّ أبطال «طوفان الأقصى» لا يثقون بالفرس، ويعرفون مدى خداعهم وكذبهم.. ولذلك كان كتمان الأمر أحد أسباب نجاح عملية «طوفان الأقصى» لأنّ الأبطال لم يعلموا أحداً.. هذا أولاً.

 

ثانياً: أبطال «طوفان الأقصى» لم يثقوا بأي دولة عربية وبالأخص ما يسمّى بمحور المقاومة والممانعة.. لأنهم يعلمون تمام المعرفة أنّ الجميع منافقون، حتى انهم أكثر نفاقاً من الدول العربية الشقيقة التي كشفتهم عملية «طوفان الأقصى». وفي الحقيقة لم يعودوا أشقاء ولا اخوة.

 

ثالثاً: أبطال «طوفان الأقصى» لم يضعوا في حساباتهم مساعدة أي دولة وبالأخص دول الممانعة والمقاومة.. وما يُقال عن وحدة المسارات هو كذبة كبيرة لا يمكن لأي مواطن عاقل أن يصدّقها… والأيام فضحت تلك الدول التي تدّعي بأنها تريد تحرير فلسطين، وفي طليعة هذه الدول الدولة الفارسية التي تظهر بالصوت والصورة والحضور، فمسؤولوها تفوّقوا على الجميع بالكذب والخداع والوعود. وهنا لا بد من طرح هذا السؤال ألا وهو: أين «فيلق القدس» الذي تأسّس مع بداية الثورة وتسلمها زمام الحكم في إيران؟ يومذاك أسّسوا ما يُسمّى بـ»فيلق القدس» على أساس أنّ الثورة الايرانية «الكاذبة» وأنّ الإمام الخميني يريد أن يُصلّي في القدس ليتبيّـن بالصوت والصورة والبراهين ان كل هذا الادعاء كان كاذباً… بالله عليكم قولوا لي أين تدخّل «فيلق القدس» منذ يوم تأسيسه عام 1998 وحتى يومنا هذا؟

 

دلوني على عملية واحدة قام «الفيلق» بها، وأنا مستعد كي أطبّل وأزمّر لهم، ولكن كما يُقال «الكذب ملح الرجال»، والكذب هو عماد ما يسمّى المقاومة والمساومة، إذ هذا اسمهم الحقيقي وعلى رأس كل هؤلاء «فيلق القدس»… الله يساعد الفلسطينيين الشرفاء الأبطال الذين رفعوا رأس العرب من المحيط الى الخليج.. رفعوه عالياً والنصر آتٍ لا محال ولكن علينا بالصبر.

 

وها نحن اليوم بعد «طوفان الأقصى» و»استيلاء» فيلق القدس على العواصم العربية الأربع: بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، والذي يدّعي انه يسيطر على مقدّرات تلك الدول أتمنى عليه أن يقول لنا: ما الذي يمنعه من إطلاق رصاصة واحدة لتحرير القدس، إلاّ إذا كان يعتبر تسمية «فيلق القدس» هي لاستغلال كلمة القدس التي تدغدغ مشاعر العالمين الاسلامي والمسيحي، نظراً للمقدسات الموجودة فيها.

 

ولا أزال أنتظر متى يحين الوقت؟!