Site icon IMLebanon

التجديد لماكرون… والتمديد لسلطة “جهنم” اللبنانيين!

 

دخل الرئيس إيمانويل ماكرون نادي رؤساء جمهوريات فرنسا الذين تمّ التجديد لهم، ما يضع الرجل أمام تحدّيات كبيرة تواجه فرنسا وأوروبا والعالم.

 

بعد فشل الرئيس نيكولا ساركوزي عام 2012 بالتجديد لنفسه، وإخفاق الرئيس فرنسوا هولاند عام 2017 في تجديد ثقة الفرنسيين بأدائه، ها هو ماكرون يعود إلى الإليزيه بعدما تفوّق على منافسته مارين لوبن.

 

لا شكّ أن فرنسا خسرت الكثير من حضورها الدولي في الفترات السابقة، لكن انتخاب ماكرون عام 2017 أعادها إلى الواجهة، خصوصاً أن الرجل نشيط ويحاول إعادة بلاده إلى خريطة الدول الفاعلة.

 

وأمام اهتمام ألمانيا بالاقتصاد، وانشغال إيطاليا بمشكلاتها الداخلية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نجح ماكرون بأن يؤدّي دوراً سياسياً كبيراً عبر الإتحاد الأوروبي متدخلاً في معظم الأزمات التي تعصف بالعالم.

 

لكنّ جميع المراقبين يتفقون على أن الظهور الأهم والأكبر لماكرون على الساحة الدولية كان من خلال أزمة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وبات الرئيس الفرنسي مكلّفاً بشكل غير رسمي بحلّ الأزمة اللبنانية.

 

وفي السياق، فإن فرنسا تعتبر لبنان مهماً لها ولن تتركه، ولذلك كانت مبادرة التحرّك السريعة لماكرون لاحتواء ترددات أزمة انفجار المرفأ وعدم السماح للوضع اللبناني بالإنهيار.

 

لا شكّ أن كثراً من اللبنانيين فرحوا لخبر إعادة انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا، وآخرين قالوا: «شو طلع من أمرو»، لكن الحقيقة تتمثّل في أصدق جملة قالها ماكرون عندما سُئل لماذا تتعامل مع الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة فكان جوابه: «أنتم انتخبتم هؤلاء الفاسدين وليس أنا».

 

مما لا شكّ فيه أن سياسة فرنسا تجاه لبنان لا تتغيّر سواء كان الرئيس يمينياً معتدلاً أو متطرّفاً أو يسارياً، لذلك فإن استراتيجية أي رئيس فرنسي ستكون شبيهة لاستراتيجية سلفه، لكن ما هو مؤثّر أن ماكرون بات يعرف جيداً دهاليز السياسة اللبنانية ويعرف نوعية السياسيين، حتى بات ضليعاً بالملف اللبناني، ولذلك فإن إعادة انتخابه ستدفع بالأمور إلى الأمام وسيكمل من حيث انتهى قبل إعادة الإنتخاب.

 

وفي السياق، فإذا كان الفرنسيون قد جدّدوا لماكرون فلأن الأخير حاول القيام بإصلاحات داخلية وحدّ من تداعيات الأزمة الإقتصادية وواجه بثبات خلال فترة «كورونا» وأعاد بلاده إلى خريطة السياسة العالمية.

 

وبالنسبة إلى لبنان، فبالتأكيد هناك سؤال كبير سيطرحه ماكرون على نفسه في حال أعاد الشعب انتخاب السلطة وهو: ما هي الإنجازات التي حققتها هذه الطبقة السياسية ليعاد انتخابها، أو بالأحرى كيف يفكّر الشعب اللبناني؟

 

ويبدو أن التجديد لماكرون سيُعيد الملف اللبناني إلى الأضواء، فهو كان يرغب بتحقيق خرق ما قبل الإنتخابات الفرنسية، ولذلك لا يريد أن يرحل بعد خمس سنوات وأزمة لبنان لم تنتهِ، من هنا فإن نشاطه سيتكثّف.

 

وينتظر ماكرون نتائج الإنتخابات النيابية ليعرف مع أي سلطة سيتعاطى، لكن هذه النقطة لن تفرق كثيراً لأن أمامه مهمة أصعب وهي تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم دخول البلاد في نفق الإنهيار التام والفراغ.