IMLebanon

الرئيس المنتظر… هللويا!

في مطلع السنة الجديدة، امام مشهد الثلج يكلل القمم ويفرش السهول، وصولا الى سطوح بيروت، درة الشرق، عاصمة الثقافة والكتاب، حاضنة اللبنانيين وملتقى العرب والامم… وبعد فشل المجلس النيابي للمرة السابعة عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية… يفرك اللبنانيون أعينهم، بين التصديق والتكذيب، متحسّسين ما هم فيه من ضائقة ويهددهم من اخطار، اذا لم يبادروا الى مواجهة تحديات الحاضر وبناء المستقبل الآمن لأجيالهم.

أول ما تحتاج اليه الجمهورية، رئيس صالح، حقيقي مؤهّل، اب لشعبه، منذور للخدمة، يعرف بلده وقومه، متمرس بالمسؤولية، مجرّب في مواقعها، يؤمن بان لبنان حقيقة لا وهم، وطن رسالة، لا كيان مصطنع.

ان القضايا الخلافية الحادة والمدمرة، المطروحة في لبنان، بين مكوناته الاساسية، وفي المحيط العربي، وعلى مستوى الشرق الاوسط، امتدادا الى العالم، تحتم اختيار قيادة وطنية تاريخية استثنائية للمحافظة على وجود نوعي، مما يجعل انتخاب الرئيس مسألة اساسية ملحة في هذه المرحلة، اكثر منها في اي زمن مضى.

لذلك وبعد ان اشرتُ تلميحا، في مداخلات سابقة، الى الشخص المطلوب، أشعر اليوم بواجب التصريح المباشر، باسمي الشخصي، وبناء على معرفة تامة وخبرة طويلة، على مر عقود من السنين…

قيل فيه انه “يجمع فقه الاسلام ولاهوت المسيحية”… يشهد له مجلس النواب، مدى ربع قرن، في محاضره وبياناته، وانجازاته في اهم الوزارات التي تولاها على اختلاف العهود، ومساهماته في المؤتمرات العربية والدولية، ومنتديات الادب والفكر ومعرفته الوثيقة بعالم الانتشار.

معلم واعلامي، محام وكاتب، رجل “الوثيقة والدستور”، متواضع وأنوف، لا تغريه مكاسب ولا تستهويه ألقاب، يحاور ولا يساوم، مستقل، منفتح على الجميع، يحترم الآخر ويقبل المختلف، يواجه ولا يمالئ، يخطب في عاشوراء والمناسبات الاسلامية، كما يحاضر في مجلس البطاركة… اي انه، باختصار، يجسد روحية لبنان الواحد الموحد!

ضاقت امام اللبنانيين فسحة الرجاء، اشتدت وطأة الفراغ، وباتت مواقع السلطة في مهب التنازع السياسي والتشنج الحزبي والتراشق الاعلامي، فتكررت الدعوات الى التوافق وبدأت لقاءات الحوار بين الاكثر تباعدا، وتحسس الجميع الخطر المصيري الذي لن يوفر احدا.

اليوم، لم يعد التلميح كافيا، فلا بد من التصريح والمجاهرة بما نعتقده، خصوصا عشية لقاء منتظر بين قطبي الموارنة اللذين ترتد خصومتهما على الساحتين المارونية – المسيحية واللبنانية العامة، وتتداخل مع الصراعات الاقليمية، العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وهما مدعوان الى عمل انقاذي مشترك، وطني بل رسولي، من ايمان لا شك في انهما يتمتعان به.

الآن، لا بد من التسمية، ولا جدوى في المسايرة والتعمية: ان الرجل المطلوب بالحاح، والذي يتمتع بالصدقية والاهلية، القادر على استيعاب المختلفين واستقطاب المتباعدين وجمع الارادات الخيرة، وتحقيق المصالحة والوفاق، رجل الدولة الذي اثبت انه متجرد لا يتحيز ولا يتعصب، “الرجل الرجّال” كما كتب عنه عبقري القرن سعيد عقل، هو ادمون رزق الجزيني الجنوبي اللبناني!

حسبه انه ابن المنطقة التي يلتقي فيها الأحبّة وتستعصي على الاختراق، من البلدة التي استحقت لقب “عروس الجنوب” حيث يحل الاهل من محافظتي صيدا والنبطية مع الاهل في الشوف والبقاع الغربي وسائر لبنان، انسباء كراما وضيوفا مكرمين.

من حظ لبنان ان يكون في مخزونه رجال عديدون مؤهّلون، لا ننتقص ايا منهم، ولا نبخس حق احد، ولكن المطلوب خيار واحد، من دون مجاملات، لذلك اعتقد انه ادمون رزق الذي لديه شهادات التقدير والاعتراف ما تضيق به مجلدات، اكتفي منها بعناوين ثلاثة في ثلاث من امهمات الصحف اللبنانية، قالت عنه “النهار” (8/3/2014): “حارس لبنان الرمز ورجل الكلمة البكر”. وأوردت “المستقبل” 9/3/2014: “حامي الدولة والميثاقية”. وأسمته “الجمهورية” 14/3/2014: “رجل القيم العشر”، في مقال للباحث الاستراتيجي المميز الدكتور نبيل خليفة.

نعم، من عمق الوجع اللبناني، وأقاصي الرجاء، في مطلع العام الجديد، أتمنى ان يتخطى المعنيون المباشرون العقد والحساسيات، فيرتفعوا فوق الحسابات الشخصية، ويبادروا الى التكاتف لإنقاذ الجمهورية، بانتخاب ادمون رزق رئيسا من لبنان وللبنان كله، لكي نهتف معا: هللويا، انه لمستحق، هللويا، مبارك انت يا وطني!

نقيب المحررين