Site icon IMLebanon

دولة الرئيس فؤاد السنيورة

ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال علماً أنني كنت عزمت على أن أخصّص هذا المقال للتحدّث عن أهم تلميذ لا بل استاذ للشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، ألا وهو دولة الرئيس بكل امتياز فؤاد السنيورة.

مَن يعرف العلاقة بين المغفور له الشهيد الرئيس الحريري والرئيس السنيورة يعرف لماذا كان الشهيد يعتمد اعتماداً كلياً على الرئيس فؤاد في الملف المالي، إذ كان اسم وزير المالية رفيق الحريري ولكن الوزير الفعلي كان فؤاد السنيورة الذي هو بيت سرّه المالي.

ذات يوم كنت مدعواً من الشهيد الى العشاء في قصره القديم قريطم قبل أن ينتقل الى القصر الجديد… وبعد انتهاء العشاء وصل الرئيس السنيورة متأخراً فسأله الرئيس الحريري: لماذا تأخرت يا فؤاد؟ فأجاب: يا دولة الرئيس أنت كلفتني أن أحضّر مشروع الموازنة ففعلت ما طلبته مني ثم ذهبت الى إحدى الصحف التي لا تؤيّدك لكي أبحث وأناقش معهم في الموازنة وهكذا حصل… فقال الحريري: كيف تذهب الى تلك الجريدة وأنت تعرف أنّ علاقتي معهم سيّئة؟

أجاب السنيورة: يا دولة الرئيس، إنّ الموازنة بالنسبة لي مشروع بمثابة ولد من أولادي لذلك عندما يكون عندك هكذا مشروع يجب أن تدافع عنه وتحميه، وذهابي الى الجريدة والاجتماع مع المحرّرين الاقتصاديين فيها كان من أجل توضيح ما يريدون أن يستوضحوه… وبهذا أخفّف من إمكانية المخاطر على المشروع.

بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اختار الرئيس سعد الحريري الرئيس فؤاد السنيورة ليكون رئيساً للحكومة وممثلاً حقيقياً لخط الشهيد الوطني.

ومَن يعرف الرئيس السنيورة يتذكر المعاناة التي كابدها عندما قرّر «حزب الله» النزول الى ساحة رياض الصلح والإستعداد لاحتلال السراي الكبير واعتقال أو حتى قتل الرئيس السنيورة… وبذلت جهود عديدة مع الرئيس السنيورة كي يترك السراي وحاول مرافقوه الأمنيّون أن ينصحوه بضرورة إخلاء السراي حرصاً على حياته، فأصرّ على البقاء قائلاً إنّه سيبقى في مكانه وإذا كان مكتوباً له أن يموت فستكون إرادة رب العالمين وهو مؤمن بالقدر! وهكذا أصرّ على البقاء وبقي صابراً على «سجنه» سنة ونصفاً، أي 548 يوماً.

أمّا بالنسبة الى ما قاله أحد الأشخاص الذي جاءت به المخابرات السورية بعدما ابتدأ في إحدى الإذاعات حيث كان يتقاضى معاشاً قدره مئة دولار شهرياً (طبعاً هذا سعره) فصنّفته المخابرات مسؤولاً لأنها اكتشفت فيه موهبة الشتم أي أنّه شتّام من الدرجة الأولى.

هذا العميل لا يقبض مرتّبه إلاّ إذا قدّم لأسياده خدمات تقتصر على فبركة قصص وروايات واتهامات… وأسهل الإتهامات هي التعامل مع إسرائيل… الله يرحم أحمد الشقيري وأمثاله!

على كل حال عندما يقول أحد الجهابذة إنّ الرئيس السنيورة ليس له محل في الحوار فهذا تجنٍ لأنّ رجل دولة بقامة الرئيس السنيورة ليس بحاجة الى هكذا أشخاص ليبدوا رأيهم فيه!

أما مَن يدّعي أنّ مصلحة الرئيس السنيورة أن يكون رئيساً للحكومة أي أن يكون هناك مشروع إسرائيلي، فأحب أن أسأله: هل هذا يعني أنّ الحكومة الأولى التي شكلها الرئيس السنيورة وشارك فيها «حزب الله» و«حركة أمل» كانت حكومة إسرائيلية؟