Site icon IMLebanon

الرئيس التوافقي محك العلاقة بين عون وجعجع وحلفائهما

استناداً الى مراحل سابقة في مسار الاستحقاق الرئاسي، فانه من غير الممكن ان تستمر جلسات انتخاب رئيس للجمهورية تعقد دون البت في هذا «الملف» من خلال اختيار رئيس للبلاد، اذ ان مسلسل الجلسات سيطوى يوماً على قرار يؤدي الى طي صفحة الفراغ، في حال التوافق الدولي والاقليمي الذي على القوى اللبنانية ترجمته عملاً بما حصل من خلال مشاركتها في لقاءات الدوحة وموافقتها على التسوية التي خلصت اليها، لا سيما ان التاريخ يعيد ذاته لناحية عدم تمكن القوى المحلية اللبنانية من البت منفردة في مسار هذا الاستحقاق على حدّ قول اوساط سياسية مطلعة على الاتصالات المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، كواقع طبيعي لامتداداتها الاقليمية في ظل ادراج ملف الاستحقاق الرئاسي على خط التجاذبات، وان كانت قوى 14 آذار قد اعلنت مراراً عن ايجابيات حيال اندفاعها لاخراج البلاد من الفراغ وتداعياته.

ولذلك يدخل في هذا السياق، اللقاء المرتقب ان يحصل اليوم في روما بين رئىس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمحتمل ايضاً ان ينضم اليه او الى لقاءات ثنائية مع الحريري والراعي رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق مشهد يعكس تواجد تيار المستقبل والثنائي الشيعي على خط الجهوزية والى جانبهما من موقع معنوي البطريرك الراعي للانطلاق في عملية انتاج رئيس توافقي للبلاد تحت غطاء دولي ـ اقليمي داعم، فيأتي لقاء اليوم بمثابة وضع «المفتاح في القفل» وليس اكثر..

ولا تستبعد الاوساط نفسها بأن ينسحب المناخ الذي رافق تشكيل الحكومة الحالية، على ملف الاستحقاق الرئاسي وتتكامل مجددا الايجابيات الاقليمية مع استراتيجية كل من «تيار المستقبل»، «التحالف الثنائي» الشيعي و«اللقاء الديموقراطي» لترجمة «ربط النزاع» مجدداً بالرئيس التوافقي وتقرر المضي للتفاهم على رئيس للجمهورية للحفاظ على الجمهورية قبل انفجارها.. على ان تستلحق القوى المسيحية ذاتها بالانضواء فيها اسوة بـ«تكتل التغيير والاصلاح» او ان تبقى خارجها الى امد غير مرتقب اسوة بـ«القوات اللبنانية»..

رغم ان حليف «حزب الله» النائب العماد ميشال عون متمسك بعدم انسحابه من الحلبة، تقول الاوساط، وهو يرفض ان يكون بعد تجربته مع رئىس الجمهورية السابق ميشال سليمان «صانع الملوك»، بل بات يردد بانه سيكون «قاتل الملوك» هذه المرة، لأن كل الوعود التي اعطيت له بأن يكون له دوراً واسعاً في القرارات السياسية والادارية وهو أمر لم يترجم، حدا به الى جانب طموحه لعدم التراجع عن ترشحه.

لكن رغم ذلك ايضاً، فان الاوساط تقول بأن ساعة التفاهم بين واشنطن وبين طهران اقتربت للافراج عن الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئىس للجمهورية، عندها تتابع الاوساط، لا يستطيع «حزب الله» ان يتوقف مطولاً او اسابيع امام رفض العماد عون، لانه ثمة تفاهم او صفقة بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية: يجب تنفيذها، عندها.. تدخل التسويات على الخط والتفاهمات من اجل المقايضة مع العماد عون لئلا يكون «حزب الله» يعرقل اي بند من التفاهم الاميركي ـ الايراني وان تطلبت عملية الاقناع اياماً عدة.

ولا يختلف الأمر ايضاً لدى «تيار المستقبل»، تقول الاوساط في حال كانت التفاهمات الدولية ـ الاقليمية افرجت عن الاستحقاق وتجاوبت ايران مع تسهيل عملية رئيس توافقي لاسباب تم استعراضها سابقاً، عندها تقول اوساط سياسية في قوى 14 آذار، فان الواقع ذاته من الحوار سيعتمد مع مرشح هذا الفريق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للدخول في التسوية لبت ملف الاستحقاق من خلال موافقته الانخراط في عملية التسوية التي قد يكون قبل بها العماد عون «وباركها» البطريرك الراعي، بحيث ان اجماع القوى على رئىس توافقي يطمئن حلفاءه، هي فرصة يجب عدم تفويتها، ولذلك تتوقع هذه الاوساط بأن يكون موقف جعجع مغاير عن موقفه السابق بعدم الانخراط في التسوية الحكومية، لان ثمة قناعة لدى تيار المستقبل بأن رئيس القوات لن ينخرط في التفاهم هذا المرتقب ان يحصل.

وفي منطق الاوساط السياسية الرفيعة في قوى 14 آذار، بأن الرئيس الحريري راعى حليفه جعجع ومضى في ترشحه وطلب من العماد عون توسيع دائرة اتصالاته واستحصاله على موافقة القوى المسيحية في قوى 14 آذار وفي اساسها جعجع، اي انه اعطى رئيس القوات حق «الفيتو» على انتخاب عون رئىساً للجمهورية.. لكن هذا الواقع لن يكون ذاته في حال انضوت معظم القوى في التسوية ودخلها كل من العماد عون ورئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل الذي ينسحب عليه ما ينسحب على جعجع في حال رفض الانخراط فيها، لا سيما ان مثلث الراعي ـ عون المستقلين في قوى 14 آذار، هو كاف لانطلاق عملية الاختيار ديموقراطيا في مجلس النواب وليعبر الرافضون عن موقفهم يومها.. ايضاً.. ديموقراطياً..دون ان يعني ذلك تتابع الاوساط بأن هذا الواقع يشكل انفراطاً لقوى 14 آذار، بل هي ستستمر كما استمرت بعد تشكيل الحكومة.. في خياراتها السيادية..