عندما أعلن الرئيس حسين الحسيني عزمه الترشح للنيابة مجددا، انشرحت صدور المتخوفين على طيف الطائف. مع ان الرئيس نبيه بري قام بواجب الحماية والرعاية، انما الذين انشرحت صدورهم، أخذهم أمل العودة الى ذلك الزمن التشريعي الجميل، رغم انه لم يبق من شرعي في الدولة يومذاك سوى السلطة التشريعية.
لكن الرئيس الحسيني، اكتشف عند المحاولة ان البلد ما زال في الزمن الصعب، وبأن الانتخابات التي نحن بصددها ليست بانتخابات ولا نيابية، إلاّ في ظاهر الأمر وليس في واقع الحال.
شيء من هذا حفّز الرئيس فؤاد السنيورة على العزوف، ليصاب المجلس العتيد بخسارتين، خسارة مهندس الطائف الذي لا زال في طور التطبيق المملّ، ومهندس مواقف ١٤ آذار، الذي كان قبل لحيظات من اقرار قانون الانتخابات الخبيث كما وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق، ينبض وان بصعوبة…
والعشم ان لا تحجب الانتخابات، المرتقب حصولها في السادس من أيار، المزيد من الوجوه النيابية التشريعية العريقة.
وربما من يسأل عن مبرر كلمة مرتقب، عن انتخابات اجتازت تحضيراتها مرحلة التراجع؟
والجواب عند أحد نواب جبل لبنان، المغرم بمزاولة الحياة التشريعية، وهو انه مع تعيين بولتون أمينا للأمن القومي الأميركي، بات من حق أي لبناني أو عربي، ان يعيد النظر بكل حساباته… فالرجل من ذوي الخيارات الحربية، والمرحلة الأميركية الداخلية مرحلة بداية التفكير الرئاسي بدورة الأربع سنوات التالية، وغالبا ما يفضّل ساكن البيت الأبيض الجمهوري بخوض انتخابات الدورة الثانية، على قرع الطبول، ويبدو ان الرئيس ترامب استكمل بتعيين بولتون، فريق التحضير للمرحلة الرئاسية الثانية، وهنا مصدر الارباك.
على المستوى الانتخابي اللبناني، خلط الأوراق والتحالفات مستمر، أقلّه الى منتصف ليل هذا اليوم الاثنين فيما التحضيرات قائمة قاعدة. وآخر نقاط البحث تتناول مسائل سياسية واجرائية، على الصعيد السياسي، الاطلالات المسرحية، في حفلات اعلان اللوائح، وما يتخللها من خطب وتصريحات وتغريدات، بدأت تقلق الجهات الساهرة على حراسة الاستقرار القائم، وقد حصلت ردود على أقوال وتغريدات، ضمن حدود مضبوطة، وقد جرت محاولات للخروج عن الانضباط، في معرض الرد على كلمة الأوباش التي وردت على لسان الوزير نهاد المشنوق، في حديثه عن تحالف أمل وحزب الله والأحباش وفوقهم شويّة أوباش في دائرة بيروت الثانية، باعتبار ان كلمة أوباش تنطوي على اهانة الموصوف بها، لكن الادارة المعنية لهذا الفريق، أوعزت بالتجاهل وعدم الرد، بصرف النظر عما اذا كان القول مقصودا، أم مجرد زلّة لسان، على أساس ان عدم الرد في مثل هذه الحالة، يكون أبلغ ردّ. أما على المستوى الاجرائي، فان الهيئة المعنية بالعملية الانتخابية، تحاول معالجة مشكلة وجود ١٥ بالمئة من الناخبين في لبنان أميين… ونحو ٦ الى ٧ بالمئة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمطلوب اجتراح طريقة تسمح للناخب الأمّي بالتعرف على صورة المرشح الذي يريد منحه صوته التفضيلي، طالما انه ممنوع على أي كان مرافقته الى خلف المعزل، والطرح المتداول يقول بتكبير صور المرشحين وتعليقها خارج قلم الاقتراع ليتولى المندوبون أو ذوو الناخبين، تعريفهم على وجوههم، ما يسهّل عملية الانتقاء.
أما بالنسبة الى ذوي الاحتياجات، فالمطروح ان يدخل مع المقترع مساعد، يسنده أو يدفع عربته، انما يبقى خلفه وبدون عازل، حتى لا يغيب عن عيون المراقبين.