صرخة صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد المجيد كانت صريحة وواضحة وهي خير تعبير عن المرارة التي يعيشها غبطته بالنسبة الى شغور موقع رئاسة الجمهورية.
وأمّا بالنسبة لقوله إنّ الرئيس هو ابو لبنان فهو أصدق تعبير عن تلك المرارة خصوصاً وأنّه قال هذا الكلام أمام الجنرال ميشال عون ومعظم أركان فريقه السياسي من وزراء ونواب وقياديين، إضافة الى أعضاء في تكتل التغيير والإصلاح.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقول البطريرك الماروني مثل هذا الكلام، بل منذ اللحظة الأولى لتسنمه كرسي البطريركية وهو يركز على أنّ الشغور في كرسي رئاسة الجمهورية جريمة بحق لبنان واللبنانيين.
هناك من يرى أنّ لدى الجنرال ميشال عون نظرية مفادها أنّه يجب أن يختار المسيحيون رئيساً قوياً كما هي الحال في الرئاستين الثانية والثالثة وأن يكون الإختيار إنطلاقاً من قوة ممثل الطائفة في الموقعين الثاني والثالث، هنا لا بد من القول إنّ هذا الكلام جيّد نظرياً ولكنه غير دقيق عملياً، ولا أريد هنا أن أعود الى نكتة نظرياً وعملياً المشهورة… ويكون الرئيس قوياً في حكمته وفي رجاحة عقله وفي محبّة الناس وفي أعماله وتاريخه، ولا يكون قد ورّط المسيحيين في حروب مسيحية – مسيحية هي الوحيدة بهذا الحجم والأكثر خطورة في تاريخ لبنان وفي تاريخ المسيحيين.
والأهم من ذلك يتذكر الجميع أنّ لبنان بقي من دون رئيس لمدّة أكثر من سنة وحتى بعد «اتفاق الطائف» بقي القصر الجمهوري في بعبدا محتلاً طوال سنة الى أن أزال الجيش السوري بمساعدة الجيش اللبناني حال التمرّد في بعبدا في عملية كلفت 500 قتيل وجريح بين ضابط وجندي.
ع. ك