IMLebanon

وقائع الوساطة بين ميقاتي وسليم

 

 

إنتهى من حيث المبدأ الاشتباك السياسي حول التعيينات العسكرية وحدود الادوار بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، بعد اجتماعهما أمس في السرايا في حضور وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، وإن كان هناك من يتوقّع انّ أجزاء من الجمر لا تزال تكمن تحت الرماد.

لعل التوتر الذي ساد اخيراً علاقة ميقاتي – سليم، وما رافقه من نشر للغسيل على السطوح، ليس سوى واحد من عوارض «انعدام الوزن» الذي تعانيه الدولة ومؤسساتها مع استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية وتولّي حكومة تصريف أعمال يقاطعها عدد من الوزراء، ادارة أزمة متشعبة ومستعصية، بالكاد تستطيع سلطة مكتملة ان تتصدى لها.

 

وبهذا المعنى، فإنّ إطالة أمد الوضع الاستثنائي الراهن ستترك الباب مشرّعاً على احتمال إفراز مزيد من الظواهر النافرة، وما لم يعد الانتظام الدستوري الى الدولة المتصدعة بدءاً من سد الفراغ في رئاسة الجمهورية وصولاً الى تشكيل حكومة أصيلة، فإن أشكال الخلل ستتعدد وكلما عالجت واحداً ظهر آخر.

 

أما مصالحة ميقاتي – سليم فأتت بعد نجاح مسعى وزير المهجرين عصام شرف الدين في جَمعهما عقب مواجهة حادة، فيما افاد مكتب رئيس الحكومة ان وزير الدفاع «اوضح موقفه وعبّر عن أسفه لسوء التفاهم الذي حصل سابقاً، مؤكداً احترامه الاكيد والدائم لمقام رئاسة مجلس الوزراء وتقديره للرئيس ميقاتي وموقعه»، في حين أكد سليم من جهته انّ «كل الحلول لن تكون الّا وفقاً للدستور وقانون الدفاع الوطني».

 

ويروي الوزير شرف الدين لـ«الجمهورية» قصة وساطته بين الرئيس ميقاتي والوزير سليم، موضحاً انه خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء «تكلمتُ بأصلي وبما يمليه عليّ ضميري، واكدت ان وزير الدفاع هو المعني الأساسي بشؤون وزارة الدفاع والمؤسسة العسكرية ويتوجّب التنسيق معه والوقوف على رأيه».

 

ويتابع سرد الوقائع، موضحاً انه توجّه الى ميقاتي قائلاً:

 

مبدأ التواصل بالمراسلة خاطىء وعلينا جميعاً أن نتصرف بمسؤولية ونُهدي الشعب اللبناني ما يستحقه من مصالحة قبل الاعياد.

 

ويشير الوزير «الوسيط» الى انّ ميقاتي اشتكى ممّا اعتبره تلكؤاً في تسليم الاسماء بغية التعيين، وتطاولاً بالكلام على مقام رئاسة الحكومة.

 

وهنا، يوضح شرف الدين انه لفتَ انتباه ميقاتي الى انّ سليم نشر عبر «غروب» الحكومة على الواتساب رسالة ودية «ينبغي أن نَتلقّفها ونتعامل معها بإيجابية، واقترحت أن يتولى وزير الثقافة محمد وسام مرتضى معالجة الاشكال بين ميقاتي وسليم، الا انّ رئيس الحكومة طلب مني ان أتولى شخصياً هذه المهمة».

 

ويقول: «على هذا الأساس، بادرتُ في اليوم التالي الى زيارة وزير الدفاع في مكتبه في اليرزة ونقلتُ له المناخ الذي ساد جلسة مجلس الوزراء، واستفسرتُ منه عن سبب تأخره في اقتراح أسماء لتعيين رئيس الأركان وعضوين في المجلس العسكري». ويضيف شرف الدين: «لقد طرح سليم ان يتم التعيين بالإنابة في هذه المواقع الى حين انتخاب رئيس الجمهورية كما حصل في مصرف لبنان والامن العام. وأنا اكدتُ له انّ الرئيس ميقاتي مستعد لسماع اقتراحاتك لنجد حلاً، وعليك أن تلاقي إيجابيته بمثلها».

 

ويتابع: «لاحقاً نقلت فحوى اللقاء الإيجابي مع الوزير سليم الى ميقاتي، وعلى هذا الأساس انعقد الاجتماع بين الرجلين بعد ظهر أمس في السرايا».

 

ويؤكد شرف الدين انه «يعمل من وَحي واجبه وضميره بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، وما فعلته لترميم العلاقة بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع يَندرج في هذا السياق»