IMLebanon

مرشح جديد؟ أي كابوس هذا؟

 

 

بدخولي إلى الصرح البطريركي التقيت الصديق طوني مراد خارجاً هرولةً وكأنه على موعد مع الحظ والثروة والسعادة على قولة المرحوم شفيق جدايل. عاجلني سعادة الزميل بابتسامة عريضة أصابتني بشكل مباشر وقال لي: “بعد قليل ستسمع خبراً مفرِحاً”. وما هي إلّا دقائق حتى خرج الدكتور سمير جعجع ومعه النائبة غادة أيوب والنائب فادي كرم وآخرون

 

 

 

لم يصرّح رئيس حزب “القوات” كعادته بل توجّه صوبي وقال حرفياً: “إتفقنا أن تكون مرشحنا لرئاسة الجمهورية”، قلت مصعوقاً: “لكنني مثلما تعرف روم أرثوذكس أبّاً عن جدي متري”، طمأنني: “هيدي شغلة بسيطة بتتدبر”. وغادر رئيس حزب “القوات” الصرح كي ينكب على معركتي. وقفت مكاني متسائلاً: كيف بتتدبر؟ أيتوجب عليّ أن “أتمورن” أو يسقط العرف تلقائياً بانتخابي؟ صراحة لم يسعدني الخبر بل ضعضع تفكيري ورحت توّاً إلى خطاب القسم.

 

 

 

ناقشت وضميري الخطوط العريضة لسياستي العامة. فاتت الجمل ببعضها. وتحطمت الأفكار على الأفكار. ثم وضعت تصوراً للحكومة العتيدة المصغّرة متجاوزاً الإستشارات الملزمة. ثم وجدتني أرأس طاولة حوار حاشدة لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية. سألت محمد رعد الماسك العدو بزلاعيمه: سيد رعد أنت مع الدولة أو الدويلة؟ جاوب. لم أفهم عليه… ثم أيقظني من المنام نباح كلب شيتزو. ماذا رأى الكلب المزعج في منامه يا ترى؟ كانت الساعة تشير إلى الخامسة والثلث صباحاً. أهو منام أو هي أضغاث أحلام؟ نمت صحافياً طموحي الأعظم أن ألتقي بجبران وأصافحه ككبير “من علامات الأزمنة” واستيقظت كمرشّح جدّي “مقلّع” بستين صوتاً، من دون احتساب أصوات نواب حركة المحرومين.

 

تبّاً للرئاسة الأولى.

 

لا أريدها. لا أتخيّل سماع من يناديني لما تبقى من سنيني متزلّفاً: “فخامة الرئيس العماد موسى”. الفخامة لعمود الرخام وللثريات الكريستال المتدلية من سقف الصالون وللكنبات الجلدية المحشوة ريش نعام ولسيارات النجوم والليجندات…

 

تبّاً للكوابيس تقتحم الفجر في صباحات تشرين الجميلة. إن آلت الرئاسة إليّ مجدداً في المنام، سأجيّرها للمرشّح الأرثوذكسي المحامي كلارنس قطيني، الداعي إلى المداورة في الرئاسات. الدورة الحالية روم أرثوذكس. في الـ2028 سريان أرثوذكس. في الـ2034 أرمن أرثوذكس في دورة الـ2040 تذهب الرئاسة إلى الأقباط الأرثوذكس… وقد لا تعود إلى الموارنة قبل الألفية الثالثة.