IMLebanon

رئيس جمهورية في التداول

 هل تطير التسوية الرئاسية المعروضة، أم تبقى قيد التداول؟

ويقول الرئيس سعد الحريري لمن يزوره في السعودية الآن، وفي باريس سابقاً، ان لا مصلحة للبنان، في جعلها تتبخّر، وان في استمرارها إغناء للحوار، بين اللبنانيين.

إلاّ أن سليمان فرنجيه قطفها بسرعة وطرحها في التداول، وان كان سواه يدور في حلقة مفرغة سلباً حيناً أو ايجاباً أحياناً.

والزعيم الزغرتاوي يدرك منذ زمان بعيد، انه مقبل على هذه التجربة.

وانه رئيس للجمهورية في التداول وقائد في الجمهورية، على مستوى الترشح.

من أجل ذلك طرح اسم نجله الشاب طوني مرشحا محتملا للنيابة عن زغرتا – الزاوية، وتابع تحركه الريادي بين القادة اللبنانيين.

ولا أحد يسجل عليه انه ارتكب دَعْسة ناقصة في أحاديثه الاعلامية والتلفزيونية.

وهذا ما جعله متقدماً على سواه، لدى الرئيس السوري بشار الأسد، وعند حلفائه الايرانيين أو اللبنانيين.

ولا أحد يسجل عليه، انه ارتكب هفوة سياسية، أو خفّة في الاشادة بصديقه السوري.

وهذا ما جعله أيضا، موثوقاً به عند خصومه الاقليميين، ومنافسيه المحليين، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، والرئيس سعد الحريري.

ولذلك، فانه لا يمكن ان يلتقي أحداً، في الداخل أو في الخارج، من دون موافقة مسبقة.

ولو لم يكن مدركاً تبعات هذا اللقاء، لما اجتمع سعد الحريري برئيس تيار المردة.

ولم يكن ليفعل ذلك، من وراء ظهر حليفه السياسي العماد ميشال عون، ولو بالتواتر، أو عبر طرف ثالث. همساً أو تسريباً.

والأمر نفسه يسري على الرئيس سعد الحريري ومرشح ١٤ آذار الرئاسي الدكتور سمير جعجع.

طبعاً، لا أحد يقفز في المجهول.

والاثنان يدركان أن لا أحد يمكنه، في مثل هذه الأوضاع، أن يتجاوز الثنائية المسيحية المتمثلة بالعماد عون والدكتور سمير جعجع.

***

إذاً، لماذا كان اللقاء؟

وهل يتوجه الرئيس الحريري ومعه السعودية، الى النائب فرنجيه، وسط تجاهل مريب لحلفاء أساسيين، كالدكتور جعجع والنائب الشيخ بطرس حرب، وسبق لبكركي بقيادة الكاردينال الراعي أن طرحت الأربعة للرئاسة، وهم عون، جعجع وفرنجيه والرئيس امين الجميل.

الكثيرون، يطرحون أسباباً لطرح اسم الوزير فرنجيه، أبرزها ثلاثة:

أولاً: في حقبة التمهيد لاتفاق سياسي على خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة السورية، من دون وجود رئيس جمهورية في لبنان، لا يجاريه أحد، في مستوى تحالفه مع الرئيس السوري الحالي.

ثانياً: لا أحد أقوى من فرنجيه مؤهل لحل مأزق النزوح السوري الى لبنان، وهو عبء كبير على البلدين.

ثالثاً: ثمة ثقة من الرئيس سعد الحريري بالنائب فرنجيه، لأنه صاحب كلمة.

رابعاً: إنه معروف بصداقته للعماد عون، وكان قوله بأنه عندما يصبح ترشيحه رسمياً، يرد عليه مع حلفائه يرد عليه بجواب رسمي.

طبعاً، هناك ثنائيات في صفوف ٨ و١٤ آذار، وهذا ما يفسر الدور المنتظر للأستاذ وليد جنبلاط اليوم.

وكذلك، المواقف المتوقعة من الدكتور جعجع والشيخ بطرس حرب، والرئيس الشيخ امين الجميل، بعد اجتماع تم بين الوزير ابوفاعور في بكفيا مع رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل.

وهذا ما تنطوي عليه جدية الحوار ورصانة المواقف الصادرة تباعاً عن الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجيه. –