IMLebanon

رئيس الجمهورية من الضاحية الجنوبية

اليوم ينتخب ابن الضاحية – الجنوبية- ( حارة حريك) رئيساً للجمهورية، هل هو محض صدفة ام ان القدر، اراد ان يلعب دوره، امام هذه المنطقة اللبنانية، التي تعرضت لاشرس عدوان عام 2006، وانتصر لها العماد عون،منذ اللحظة الاولى، لبدء العدوان دون اي حسابات في معادلة الربح والخسارة.

ان ينتخب لبنان ابن الضاحية الجنوبية للعاصمة، او ساحل المتن الجنوبي، او الضاحية التي ما تزال محور استهداف من قبل الجماعات التكفيرية فهذا له دلالة سياسية ووطنية بحسب مصادر متابعة، بالحسابات الشعبية والسياسية اللبنانية.اذ طالما وفق المتابعين لانتخابات الرئاسة اللبنانية، كان الرؤساء الذين يأتون من محافظة جبل لبنان، لهم ميزات ان على صعيد دلالة الانتماء المناطقي، او على المستوى التاريخي، اذ طالما كان الاعتبار في جبل لبنان، لهذه ميزة في الحديث السياسي وخصوصاً في موقع رئاسة ورئيس الجمهورية،لما لهذه المنطقة من ارث تاريخي في الخلفية التاريخية اللبنانية،لذلك كان يقال هذا رئيس من الاطراف، او من قلب الوجود المسيحي الماروني بالتحديد – اي محافظة جبل لبنان -،التي الى اليوم،تمتد من حدود شمال لبنان الى حدود جنوبه.

وسيكون العماد ميشال عون، عاشر الرؤساء الذين خرجوا من محافظة جبل لبنان، ليدخل الى قصر بعبدا وقد سبقه من هذه المحافظة كل من الرؤساء: بشارة الخوري، كميل شمعون، اللواء فؤاد شهاب، شارل الحلو، بعبدا. الياس سركيس، بشير الجميل،  في قضاء المتن أمين الجميل، إميل لحود وميشال سليمان.

الا ان العماد عون بقى الاوحد الذي جاء من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بعد، ان مترس هو وحليفه حزب الله سنتين وستة اشهر، على مواقفهما برفض حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية الثلاثة والاربعين، الى ان تبدلت الاجواء واتجه الرئيس سعد الحريري لتبني ترشيح عون، في حين كان رشح بوجه «الجنرال» عام 2014 رشح الدكتور سمير جعيجع، وعام 2015 رشح الوزير سليمان فرنجية، وعام 2016 تبنى ترشيح العماد ميشال عون.

في حين ان عون وحليفه حزب الله والقوى الحليفة الاخرى اصرّت منذ اللحظة الاولى، على الاستمرار بالترشيح، وان لا يقع بالخديعة التي تعرّض لها عام 2007 في الدوحة.

وهنا منذ بداية الازمة الرئاسية، قال العماد عون في جلسه خاصة معه، في الرابية بحضور عدد قليل من الشخصيات، انه لن يعطيه هذه المرة الفرصة كما حصل معه في الدوحة، حيث لم يبق سفير ولا وزير خارجية اوروبي، الا وطلب منه واليه، تسهيل انتخاب رئيس  للجمهورية آنذاك، على ان يكون هو الرئيس العتيد بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. ومن ثم تفلت الجميع من التزاماته.

لكن وفق المصادر، اصرّ العماد عون هذه المرة مستنداً الى حليف كبير وملتزم بتعهداته هو حزب الله، وحلفاؤه، وذهب في المعركة الرئاسية – السياسية- حتى النهاية.

من هنا، فأن انتخاب عون رئيساً للجمهورية بعد ثلاثين شهراً يُعدّ نصرا كبيرا – استراتيجيا بالمعنى السياسي والوطني-  لهذا الصبر العوني مع تحالفاته، مهما حاول البعض سرقة هذا الصبر وتجييره، لمصالحه السياسية او بعناوين طائفية او مذهبية، وهو في الحقيقة للاضرار بالعماد عون، الذي يضم تياره، من القاعدة الى الشخصيات والكوادر والنواب، من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية.

وهنا النقطة وفق قياديين بارزين في التيار الوطني الحر، هامة جداً اذ يصرون انه بعد انتهاء الانتخاب ودخول العماد عون الى قصر بعبدا، سوف يصار الى تصحيح في الخطاب والمواقف التي اطلقها البعض بما ينسجم حقيقة وواقعاً بمبادئ عون الوطنية، ونبذه للغة المذهبية والطائفية التي عمد البعض الى ترويجها، والتي ادت الى ردات فعل، اضرت بأنصار عون، لا بل بمحازبيه من غير المسيحيين والذين هم في الالاف من طوائف مسيحية واسلامية اخرى.

اليوم  سوف تتوّج  الضاحية الجنوبية رئيساً للجمهورية، لكن الامر ليس محض صدفة، الا اذا كانت لعبة القدر، تريد ان تقول ان رئيس الجمهورية اللبنانية لهذا العهد الحساس من الضاحية الجنوبية.