اليوم على طاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس على طاولة نظيره الروسي ميدفديف ووزير الخارجية لافروف، وغداً على طاولة مجلس الوزراء في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
رئيس الحكومة سعد الحريري في حركة لا تهدأ، من موسكو إلى بيروت وقبلها من فرنسا إلى بيروت وقبلها من واشنطن إلى بيروت، كل ذلك من أجل الهَم الذي يحمله في روحه وقلبه وعقله والذي اسمه أنَّ الوطن الصغير لا يحتمل مليونَي نازح سوري، وأنَّ الوطن الصغير يحتاج دائماً إلى تقوية لجيشه وأنَّ الوطن الصغير يحتاج إلى تثبيت مؤسساته.
من أجل كل ذلك ومن أجل أمور أخرى، يجوب الرئيس الحريري العالم، وهو على خطى والده الشهيد رفيق الحريري، يعرف أنَّ الدبلوماسية الطائرة هي أفضل بكثير من الجلوس وراء المكتب وانتظار الفرج الذي قد يأتي وقد لا يأتي.
في موسكو تتركز محادثات الرئيس الحريري في لقاءاته مع المسؤولين الروس على عدة ملفات:
ملف النازحين السوريين، ملف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، على اعتبار أنَّ لروسيا الكلمة الفصل في سوريا.
في موضوع النازحين، يؤكِّد الرئيس الحريري على وجوب أن تتضمن أية تسوية سياسية في سوريا عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إذ ما الفائدة من أية تسوية سياسية في ظلِّ وجود 9 ملايين نازح خارج سوريا، وبينهم مليونا نازح في لبنان فقط؟
والآخرون في بلدان عربية وأوروبية أخرى بينها العراق أو الأردن أو مصر أو تركيا أو ألمانيا أو بلجيكا أو حتى في كندا والولايات المتحدة الأميركية.
ويعتبر الرئيس سعد الحريري في محادثاته مع الروس إنَّ أية تسوية من دون عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، هي تسوية منقوصة.
ومن قضية النازحين إلى قضية دعم الجيش اللبناني، المعروف أنَّ جزءاً من سلاح الجيش اللبناني هو سلاحٌ روسي، لكنه يحتاج إلى تحديث وبعضه يحتاج إلى قطع غيار، لذا فإنَّ جزءاً من هذه المحادثات هو لإنجاز هذه الخطوة.
ومن الملفات الكبيرة التي يُفترض أن تأخذ حيِّزاً من الإهتمام، ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، لأنَّ هذا الأمر يحتاج إلى توافق، ولبنان موافق عليه، يبقى أنَّ الجانب السوري وبالتشاور مع روسيا، بإمكانه أن يتجاوب مع هذا الموضوع.
هكذا، ومن ضمن هذه الثلاثية، النازحون، والأسلحة، وترسيم الحدود، يمكن اعتبار أنَّ الرئيس الحريري، حقَّق خرقاً كبيراً في الدولة العظمى أي روسيا.
يعود الرئيس الحريري إلى طاولة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، وعلى طاولة المجلس جدول أعمال من بنود دسمة ومؤجلة، وبعضها جديد، وسيتم البت فيها لدفع عجلة العمل قبيل توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك.