الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما قال: »أمام حشد من مناصريه بعد ضمان فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي له في سباق انتخابات الرئاسة بينه وبين هيلاري كلينتون، في أواخر حزيران ٢٠٠٨: »هذا هو الوقت المناسب لكي نقلب صفحة سياسات الماضي« وهي تصب فيما ورد في القرآن الكريم، في سورة آل عمران الآية ٦٣ »تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم«.
بالحوار بـ»كلمة السواء«، بــ»قلب صفحة سياسات الماضي يبنى الوطن وتستقيم أمور مؤسساته الدستورية، والتي بعضها مشلول الآن، وبعضها صوري وبعضها الآخر مغيب »الرئاسة الأولى« أي »رمز وصوت« الدولة اللبنانية..!
من هنا يمكننا القول، على ضوء ما يجري حولنا، ومن حولنا في الجوار العربي، وعلى الحدود مع العدو الإسرائيلي، وعلى »دق طبول الحرب العالمية« من قبل »الإرهاب المعَوْلم العابر للقارات« الذي لا دين له ولا هوية، والذي أصبح على »الأبواب« ليتخذ وسيلة ديبلوماسية من قبل »البعض العالمي« في رسم »الصورة الجديدة« لــ»الوطن العربي« في اطار »الصورة السياسية العامة« لــ»الشرق الأوسط« الذي يريده..! من هنا يمكننا القول، أن الأطراف السياسية اللبنانية تقف أمام اختيار حاسم: »فإما أن تختار المنظور المشترك أو التعاون مع »المطلوب« من »الحوار« الذي كان قد بدأه الرئيس »سليمان« لمستقبل لبنان، عبر إعادة الثقة بين هذه الأطراف بــ»تفاهمات عهد التصالح« الذي رسمه في خطاب القسم في عام ٢٠٠٨. وإما أن تختار بقاء منطق الصراع والهيمنة في ما بينها. ومن ثم تخسر لبنان، لأن ربح لبنان هو بــ»التعاون« لأن لا مستقبل له من دون هذا التعاون مع »المنظور المشترك« لــ»الحوار السليماني« الذي يتابعه الآن وبكل حرفة وديبلوماسية، ووطنية »الرئيس بري«
وبعد، إنه الوقت المناسب ونحن أمام تحديات »ان يكون لبنان أو لا يكون« ان نقلب »صفحة سياسات الماضي« بــ»كلمة سواء« بيننا جميعاً من أجل أن يبقى لبنان« وطنا نهائياً لجميع أبنائه بعيداً عن أي أهواء إيديولوجية.. لتؤكد هذه الأطياف على ان »الدولة الوطنية المدنية«، هي »الحل الأمثل« لأن تعيش جميع هذه الأطياف في داخلها معاً في عيش مشترك شركاء في الوطن معاً (لا في تعايش جنباً إلى جنب كجيران في الوطن المتصوّر) بعيداً عن الأهواء الإيديولوجية، أي ألا تستقيل أي من هذه الأطياف من الوطن ساعة تشاء خدمة لهذه الأهواء الإيديولوجية، بل عليها أن تقول في جميع الظروف »كلنا للوطن«.
هذا ما حاول -ومازال- »الرئيس سليمان« »أن يحقّقه لــ»لبنان – الرسالة« إن في الداخل، أو في المحيط العربي، أو في جولاته الدولية المكوكية، مؤكداً على »لبنان – الرسالة« هو »ضرورة قومية عربية« إضافة إلى أنه »ضرورة دولية«.
وهذا ما أزعج »البعض« الإقليمي والداخلي، فغيبوا »الرئاسة الأولى« ليغيبوا »رمز وصوت« الدولة اللبنانية، لأن ما قام به »سليمان الحكيم« هو »الصواب« في الداخل، وفي تفاعل »لبنان – الرسالة« مع القضايا القومية العربية الكبرى، وفي سياسته الدولية اللاإنحيازية. وهذا ما يُدافع عنه وهو خارج الحكم ومعه »حزبه الصامت« وهو »اللبنانيين الطيبين«..
ويبقى »الزمان« وهو المنصف الأكبر، والذي سينصف، أول رئيس للجمهورية منذ عام ١٩٤٢ بهذه الدينامية الموظفة لــ»خير عام« الوطن – الرسالة.
هذا »الزمان« كما أكد الكاتب اللبناني الكبير »جرجي زيدان« ابن »عين عنوب« (١٨٦١ – ١٩١٤)، والذي كان يمثل همزة الوصل بين الحركة العربية الناهضة في أواخر القرن الــ١٩ وأوائل القرن الــ٢٠، وحركة الاستشراق النشطة في أوروبا وأميركا، والذي كُتب في هذا المجال عن إنصاف »الزمان« لأعمال الكبار الكبار قائلاً: »الإنصاف الحقيقي في تقدير الأعمال، موكول للزمان الضامن الوحيد لبيان الحقيقة، إذ تتوالى الأجيال ويمضي المعاصرون بما تضمه جوارحهم من تضاغن أو تحاسد، ويبقى العمل فينظر اليه أهل الأجيال القادمة بعين خالية من الغرض، فيحلونه محله من الإحسان، أو الإغفال، عملاً نسبة البقاء فيه الأصلح المبنية على قاعدة – لا يصح إلا الصحيح -. وبناء على مقولة »جرجي زيدان« نؤكد على أنه »لا يصح إلا الصحيح« مع »سليمان الحكيم« رسالة التغيير نحو »الأصلح« في لبنان »الدولة الوطنية المدنية الحديثة« أو »دولة المواطنة الحقيقية« أو »الوطن اللبناني النهائي« لجميع أبنائه بعيداً عن أي أهواء إيديولوجية.. في »وحدة وطنية إنصهارية« لا أقليات ولا أكثريات ولا طائفية تفرّق ولا مذهبية تمزّق، ولا مناطقية تتناحر، بل وطن طائفته هي الوحدة الوطنية ومذهبه هو الإنصهار في تحمّل المسؤوليات الوطنية في »وحدة الثقافة« أو هكذا يجب أن يكون. وعلى أي حال، فإن أبناء الجيل الثاني للإستقلال الذين عاشوا أحداث ١٩٧٥ حتى عام ١٩٩٠، وانزلقوا فيها عن قصد أو عن غير قصد، توصّلوا مع من تبقّى من الجيل الأول من بُناة الاستقلال إلى »الميثاق الوطني الثاني« المكتوب هذه المرة بــ»اتفاق الطائف« والذي انبثق منه »الدستور الثالث« للجمهورية اللبنانية (الدستور الأول كان في عام ١٩٢٦، والثاني في عام ١٩٤٣) ١٩٩٠ الذي أقرّه مجلس النواب اللبناني، وأسّس للجمهورية الثالثة (لا الثانية كما يسمّيها »البعض«) والذي ترعرع في ظلّه الجيل الثالث للاستقلال الذي عبّر عن هويته الوطنية الرافضة للطائفية والمذهبية والمناطقية، بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، راسماً في أفق لبنان المعاصر »إعلان بعبدا« الذي يحمل جنسية »ميثاق ١٩٤٣« و»ميثاق ١٩٩٠« وأمله أن تكون الديموقراطية الحقيقية هي التي تحكم الوطن الواحد لا الوطن بفيدراليته الطائفية.. فعادوا وفرقوه شيعاً وأحزاباً.. لأنه كان مهدداً لــ»زعاماتهم الطائفية« و»المذهبية«.. وعليه أعود وأكرر أن »الزمان« كما أكد »جرحي زيدان« سينصف »الرئيس سليمان« لأنه »لا يَصُح إلاَّ الصحيح«.. وهو كان »الصحيح الوطني، والقومي العربي«.