IMLebanon

إنقلاب ناعم في ميرنا الشّالوحي: كان الله في عون باسيل!

 

احتدمت المعركة الرئاسية فأخرج كلّ فريق ما بجعبته من مواقف وخيارات كانت مضمرة طيلة الفترة السّابقة.

وفيما احتفظ زعيم المردة وحلفاؤه بأوراق قوّتهم وانتقلوا من الدّفاع إلى الهجوم، كشفت قوى المعارضة عن كامل أوراقها لتلتقي مع التيار الوطني الحر على اسم جهاد أزعور لمواجهة فرنجية، فبرزت معركة جانبيّة على جبهة القوّات والتّيّار.

وبرغم جميع محاولات التّرقيع والتّلميع والإيهام بأنّهما على قلب مرشّح واحد فإنّ اشتباكاً أكثر ضراوة دار في ميرنا الشّالوحي بين أعضاء تكتّل لبنان القوي.

تقول مصادر قريبة من التّيّار لـ«اللواء» بأنّ مشاركة الرئيس السّابق ميشال عون في جلسة التّكتّل لم تخفّف من حدّة المواقف المتباينة وإنّ خفّفت من نبرة النّقاش حول جدوى ومسوّغ تبنّي ترشيح أحد المتّهمين بـ «الإبراء المستحيل»..

وإذا كانت مداخلة النّائب سليم عون الأكثر حدّيّة في الشّكل فإنّ باقي النّوّاب المعترضين، والّذين زاد عددهم عدد النّوّاب الصّامتين، طرحوا علامات استفهام منطقيّة على رئيس التّيّار ومؤسّسه، فطالبوا عون وباسيل بالإجابة عنها لتبرير الاتّجاه الّذي يسلكانه أمام جمهور التّيّار وسائر اللّبنانيين، ومن النّقاط الّتي لم يجد له باسيل تبريراً:

تحالفنا مع حزب الله على مدى ١٧ عاماً فحصلنا على الكثير من المكاسب وأوراق القوّة في لحظات ضعفه الإقليمي، فأي منطق سياسيّ واستراتيجيّ يسوّغ الانفكاك عنه في هذا التّوقيت الّذي يبدو فيه الحزب مرتاحاً ومنتصراً بعد الاتّفاق الإيراني – السّعودي وعودة سورية إلى الجامعة العربيّة؟!

كيف سيكون مستقبل التّيّار في العهد الجديد وبعده ما دام رئيس التّكتّل لا يريد التّرشّح وترفضون ترشيح أحد أعضاء التّيّار؟ أليس التّحالف مع حزب الله هو الّذي حفظ للتّيّار كتلة نيابيّة وازنة في الانتخابات الأخيرة، على إثر حراك ١٧ تشرين الّذي صوّب على العهد والتّيّار بشكل خاصّ ومباشر؟!

إذا مضينا بترشيح أزعور، كيف نبرّر لجمهورنا هجومنا السّابق على السّياسات الإقتصاديّة والنّقديّة الّتي انتهجتها الحريريّة السّياسيّة، وخصوصاً أنّ أزعور أحد المشاركين في هندسة الاقتصاد اللّبناني وهو تلميذ الرئيس فؤاد السّنيورة الّذي حاكمناه سياسيًّا وإعلاميًّا وقدّمناه مسؤولًا أساسيًّا عن النّظام الاقتصادي الفاشل، واتّهمناه بسرقة ١١ مليار دولار من خزينة الدّولة.

هل يمكن إيصال أزعور في ظلّ البلوك الشّيعي وعدم التّأييد السّنّي له؟ وماذا عن موقف الحزب الاشتراكي الّذي أعلن زعيمه، المستقيل، بوضوح بأنّه لن يصوّت لمرشّح تحدّ؟!

نقول بأنّنا تقاطعنا مع القوّات على اسم أزعور، لكنّ الحقيقة أنّ القوّات سحبتنا إلى ملعبها ووضعتنا في موقع المواجهة مع حليفنا الوحيد «حزب الله» وكيفما كان سياق المعركة سيسجّل جعجع نقاطاً كثيرة علينا، ليس أقلّها عزلنا وطنيًّا بعدما كان خطابنا يتمايز عنه بالوطنيّة والانفتاح على جميع المكوّنات..

علامات استفهام كثيرة وعلامات تعجّب أكثر وضعها نوّاب التّيّار على طاولة البحث، ولأنّها محقّة ومنطقيّة لم يخرج المجتمعون باتّفاق نهائي، بل صدر بيان مفتوح على كلّ الاحتمالات طالما أنّه لم يسمّ أزعور بالإسم وأشار إلى «المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه إلى تنافس ديموقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد».

على مقلب ثنائي أمل – حزب الله ما زال الموقف نفسه من دعم ترشيح فرنجية وعدم إمكانية البحث بأي اسم آخر لاعتبارات داخليّة وخارجيّة باتت معلومة، لكنّ اللّافت كان في ارتفاع منسوب الخطاب الّذي عكسه كلّ من النّائبين محمّد رعد وعلي حسن خليل اللّذين اعتبرا ترشيح أزعور مجرّد مناورة للإطاحة بفرنجية والذّهاب إلى خيار ثالث وسطيّ، وهذه فرضيّة مرفوضة جملة وتفصيلاً «ومنشوف مين نفسه أطول» حسب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة.

أمّا تصريحات رئيس حزب القوّات سمير جعجع عن اتمام الاتّفاق مع النّائب باسيل على اسم أزعور فقد وضعها المتابعون في خانة حشر باسيل لإعطاء موقف نهائي وعلني، وهو ما لم يتمّ حتّى تاريخه، وإذا غيّر باسيل وجهته، كما يراهن كثر ومنهم وازنون في حزب الله فإنّ جعجع سيستغلّ هذه الثّغرة ليصوّب على باسيل ويتّهمه بالمناورة والتّراجع خوفاً من حزب الله.

يقول مصدر قريب من الثّنائي لــ«اللواء»: كان، وما زال، أمام باسيل فرصة الشّراكة المنفردة مع فرنجيّة ومؤيديه، ولكن إذا ذهب للاتّفاق مع المعارضة فسيكون واحداً من أربعة إلى جانب القوّات والكتائب والتّغيريين، وفي كلّ الأحوال لن يستطيعوا إيصال أيّ مرشّح لهم، وجلّ ما يقدرون عليه هو شراء الوقت على حساب مصالح اللّبنانيين ومؤسّسات الدّولة الآخذة في التّفكّك والانهيار، وإذا مرّ شهر حزيران من دون رئيس قد يطول الفراغ إلى أمد غير معلوم، لينتخب فرنجيّة بعدها..

وعند سؤاله عن تقييمه لزيارة البطريرك الرّاعي إلى باريس يقول المصدر: زيارة الرّاعي قوّت حظوظ فرنجيّة، فالمعارضة المسيحيّة لم تستطع تقديم ورقة الاتّفاق على اسم، والأسماء الّتي يحملها البطريرك تتضمّن اسم فرنجيّة، وهو الوحيد الّذي يتمتّع بقبول من مختلف ألوان الطّيف اللّبناني ما يؤكّد صوابيّة طرح المبادرة الفرنسيّة»..