انتهت جولة الخميس الرئاسية في الصناديق لتبدأ صولات التحليل والتنظير والبوانتاجات “عا مد العين والنظر”، فيما الحقيقة في مكان آخر ،خلاصتها “جيبوا اسم و128 نعم ومنحكي” اي بمعنى آخر “بس توصل كلمة السر” يبنى عليها مقتضى الدعوة ،فيتسلم الرئيس مقاليد السلطة من “فخامة الفراغ”.
فالجولة الأولى التي تميزت بمنافسة بين مرشحي المعارضة، وانتهت إلى قرار من فريق الممانعة بضرورة حسم الخيارات، وفقا لاوساط متابعة في أسرع وقت، بعدما احس بالسخن من أن لا تسلم الجرة كل مرة، يبدو أنها ستبقى يتيمة ما لم يهز العالم عصاه الغليظة ويهدد ويتوعد أصحاب السلطة والطبقة الحاكمة، لإنجاز الاستحقاق وان ببعض التأخير المحدود.
الأوساط التي دعت إلى مراقبة عملية تشكيل الحكومة والعقبات التي استجدت أمام الولادة القيصرية التي كان سبق وحدد موعدها، تخوفت من وجود قطبة مخفية خارجية، تقاطعت مع مصلحة فريق داخلي قضت بإسقاط خيار تشكيل حكومة، واستخدام تلك الورقة للضغط في اتجاه انجاز الانتخابات الرئاسية ضمن المهل الدستورية، واستبعاد حصول اي هزات أمنية وفقا للسيناريوهات المتداولة، خصوصا ان دفعة هدايا البريك للرئيس العتيد باتت جاهزة وقابلة للصرف.
من هنا يبدو أن خيار رئيس المواجهة يتقدم حاليا على ما عداه وفقا للمعطيات المتداولة في واشنطن، التي يبدو أنها اجرت سلسلة اتصالات مع مجموعة من حلفائها في المنطقة ذات التأثير على الساحة اللبنانية، تتقدهم المملكة العربية السعودية ومصر،خلال الساعات الماضية، افضت إلى بروفايل رئاسي لا يتماشى مع ما وضعه الفرنسيون، في ظل خلط الأوراق السريع الحاصل في المنطقة، كما في الداخل الاميركي، ولعل أولى بوادره الاقتراع للمرشح ميشال معوض.
وبحسب المصادر فان اختيار معوض جاء بناء لمجموعة معطيات أبرزها، ، اولا، قدرته على حماية الطائف وتطبيقه، فهو نجل أولى ضحاياه المسيحية، ثانيا،اعتباره سياديا واستقلاليا، كما تراه بكركي، ثالثا، اصطفافه إلى جانب الثورة منذ ١٧ تشرين الأول حيث لعبت مؤسسته الاجتماعية دورا اساسيا خصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أب، رابعا، عدم دخوله جنة الحكم طوال هذه السنوات، خامسا، خصومته المعلنة لسلاح حزب الله وسياسته، علاقاته القوية والمتينة بعواصم القرار الدولية والعربية.
وفي هذا الإطار يكشف احد وجوه الثامن من آذار، في معرض تحليله لنتائج بروفا الخميس الانتخابية، انه بات من الممكن جدا وصول رئيس من خصوم حزب الله إلى السلطة ،تحت حجة إعادة التوازن إلى السلطة السياسية ،والذي انكسر مع وصول الجنرال إلى بعبدا و”رفع الشيخ العشرة” في السراي، وهو الأمر الأساسي الذي دفع بالاستيذ إلى قبة باطه لتطيير النصاب وعدم تحديد موعد لجلسة جديدة الا في حال توافر شرط التوافق على اسم، وهو ما تعارضه بعبدا بقوة، في دلالة لتمايزها الواضح عن موقف الثامن من آذار.
مصادر التيار الوطني،من جهتها أكدت ان لجوءها إلى خيار الورقة البيضاء جاء نتيجة عدم مفاتحتهم من قبل أي من الافرقاء او مفاوضتها حول اسم معين، مذكرة بأن ميشال معوض كان حليف التيار في انتخابات ٢٠١٩،وفي تكتل لبنان القوى، قبل أن يستقيل من المجلس، مشيرة إلى أن كافة الاحتمالات واردة أمام ميرنا الشالوحي وكل الأسماء مطروحة على طاولة البحث والنقاش، داعية إلى انتظار يوم الثلاثاء حيث سيكون لرئيس التيار كلام من نوع آخر ، مع اطلاقه “مبادرة” تقوم على مقاربة جديدة لعملية انتخاب رئيس للجمهورية.
عن اطار التوقعات والسقوف لم تخرج النتائج، فبروفا رفع العتب عكست الواقع المضحك المبكي لبلد “الغرايب والعجايب”، المحكوم بالمصالح الخارجية ورغباتها – الاوامرعند اهل الداخل ، التي متى صدرت اصبحت نافذة . فهل بات موعد صدورها قريبا بعدما خلطت التطورات الاقليمية الاوراق؟