IMLebanon

التغير الرئاسي

استوقف المتابعين تصريح للدكتور سليم سلهب عضو كتلة التغيير والاصلاح الذي توقع ل صوت لبنان حصول انتخابات رئاسية في غضون شهرين.

هذا القول المتزامن مع هبّة العماد ميشال عون ضد وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتيار المستقبل بطوله وعرضه، أوحى بأن ما ذهب اليه الدكتور سليم سلهب أمس، قد لا يكون من فراغ، بل ان وراء الأكمة ما وراءها، ولئن كانت القراءات الغالبة للأحداث تستبعد فصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني، عن نهائيات الأحداث في سوريا…

القائلون بهذا ييرون أن ما يحدث، على المستوى السياسي في لبنان، هو مجرد دوران في الفراغ ولعب في الوقت الضائع، حيث كل فريق يسعى ليضمن لنفسه وضعية سياسية أفضل عندما يدق نفير التسويات، ويبدأ توزيع الأنصبة والحصص.

والمتوقفون امام كلام الدكتور سلهب، السياسي الرصين، يبررون تفاؤلهم بمستجدات ما بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، والتي من نماذجها انهيار الجبهة الحوثية في اليمن، وتداعي قوى النظام وحلفائه في سوريا، واطاحة حيدر العبادي برجل ايران الأول في العراق، نوري المالكي، من خلال الغاء مواقع نواب رئيسي الجمهورية والحكومة، وهبوط سقف التصعيد العوني في لنبان.

ويلاحظ ان كل ذلك يحصل، والاتفاق النووي لم يحظ بمصادقة الكونغرس الأميركي، بل انه يكاد ان يشق الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، بين مؤيد لأوباما، ومبايع لنتنياهو.

بيد أن الحرب السورية استنزفت ايران، ولذلك تلقفت الاتفاق النووي الذي اشعلت من اجله حروب العالم العربي، الى حد المباهاة بالسيطرة على اربع من عواصمه. وبعد توقيع الاتفاق كان أول كلام لوزير الخارجية الاصلاحي محمد جواد ظريف، ضيف بيروت غداً الثلاثاء، في تصريح لصحيفة السفير: لا تدخل بشؤون الدول… لقد أدرك الجميع، خصوصاً بعد عاصفة الحزم، وبينهم طهران، أن لا مكان لهيمنة ايرانية على العالم العربي، وان العيش على الصراعات لم يعد ممكناً لأحد، وهذا ما لم تقتنع به بعد، أطراف لبنانية داخلية، والسبب رهانها على المدّ الايراني واقتناعها بأن لا شيء يوقفه، بينما يرى آخرون اننا أمام نهاية الهجوم الايراني، بعدما حقق أغراضه القومية والوطنية، وتحوّل بعد خطابي أوباما وروحاني، في أعقاب توقيع الاتفاق، نحو استثمار نتائجه المالية والسياسية في حقول السلام، على مستوى المنطقة.

قد تكون الفترة التي توقعها النائب سلهب للانتخابات الرئاسية، أطول قليلاً من الشهرين، لكنها لا تبدو أطول بكثير، تبع التحولات لصالح الاستقرار التي بدأنا نشهدها على الجبهات الايرانية المفتوحة في العالم العربي من اليمن الى العراق، الى سوريا، التي يلعب فيها الروس الدور الذي يتجنّبه الايرانيون، وعندما تقتضي المعادلة، اعادة الحوثيين الى حجمهم في اليمن والتخلص من المالكي في العراق لا يغدو مستحيلاً، رؤية الشغور الرئاسي في لبنان، بخبر كان…

وفي تقدير المتابعين، ان لا أفق لأي تصعيد كيدي في المرحلة اللبنانية الراهنة، ولم يعد متاحاً لأحد ان يكسر مزراب العين، فحكومة المصلحة الوطنية، بجيشها وأمنها، قد تدير ظهرها للشرّ، لكنها لن تهرب منه هذه المرة.

وقد يكون من المبكر التطرّق الى الأسماء والمواصفات منذ الآن، لكن المتابعين يتحدثون عن مفاجأة، بمعنى ان الاسم سيبقى طيّ الكتمان، حتى يوم الانتخاب، من دون أن يعني ذلك انه سيهبط من السماء السابعة…