لم توجه الى الان دعوة من بكركي الى الاقطاب الاربعة ليس لانهم قد يرفضون الحضور، بل لان هناك جهات سياسية مستقلة اعترضت على تحييدها ومن بين هؤلاء شخصيات سياسية ورجال مال واعمال يرون ضرورة مشاركتهم في هكذا مهرجان سياسي من شأنه تحديد من قد يكون رئيسا للجمهورية، او من شأن المناسبة قطف ثمار استفراد الاقطاب الموارنة، على رغم وجود من يسمح سجله بأن يكون على رأس الدولة، من غير ان يعني ذلك ان هؤلاء لا يستأهلون من يؤهلهم لان يتولوا الرئاسة بجدارة يحسدون عليها!
صحيح ان الاربعة يتصدرون اللائحة (العماد ميشال عون الدكتور سمير جعجع النائب سليمان فرنجية الرئيس امين الجميل) لكن هناك مثلا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير بطرس حرب، مع العلم ان الاثنين الاخيرين يرفضان المنصب بالمطلق، وقد اعربا عن ذلك في غير مناسبة، اضف الى ذلك ان هناك قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تؤهله قدراته على ان يتولى الرئاسة الا اذا كان بعضهم يختلف معه على الشؤون العسكرية والامنية كذلك هناك اخرون لديهم مؤهلات سياسية وعلمية لا غبار عليها (…)
من هنا يفهم ان من بين الاربعة من ليس لديه نسبيا اهلية علمية، الا ان البعض يراه مؤهلا على اساس خبرته السياسية التي حازها على مدى سنوات من ضلوعه في الشأن العام، من غير ان يؤثر ذلك على الموقع المرشح ان يتولاه مثله مثل غيره من الشخصيات السياسية البارزة، فيما ترى اوساط مقربة من بكركي ان مجالات عمل الاربعة المرشحين لتولي الرئاسة لا تشكل اية نقيصة تؤثر في سجلهم.
وبانتظار معرفة مصير الدعوات التي ستوجهها بكركي الى الاقطاب الاربعة، فان هؤلاء في نظر بعضهم البعض يشكون من ممارسات سياسية خاطئة لا تمنعهم من ان يتولوا الرئاسة بدليل مرور رؤساء بتاريخ لبنان كانت لهم سجلات ملوثة بتصرفات غير جديرة بالاحترام، من غير حاجة الى تسمية هؤلاء لذلك فليس ما يمنع الاربعة من ان يكونوا مرشحين مؤهلين ومنافسين قادرين على ان يصلوا الى قصر بعبدا، من غير حاجة الى الدخول في التفاصيل؟!
المهم ان من سيتولى المهمة سيحاسب من لحظة توليه المنصب، ولن يجرؤ احد على محاسبته بالنسبة الى المرحلة التي سبقت ذلك، قياسا على امور لازمت بعض المسؤولين قبل ان يتولوا مسؤولياتهم الرسمية، كي لا تصل الامور الى حد منعهم من ان يتولوا ما هم بصدد خوض المعارك للوصول اليه، وهذا الشيء لا مجال لحدوثه في الخارج، حيث لكل مسؤول ملف معلومات يستحيل عليه تخطيه بمعزل عن الملاحقة القضائية وغيرها.
والجديد على جبهة رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله ان افضل سيناريو رئاسي هو تفاهم العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وجاء تصريحه قبل ان يزور فرنجية عون في الرابية ويغادر من دون الادلاء بأي تصريح اقله للدلالة على ما اذا كانا قد تفاهما على سيناريو او مخرج للانتخابات الرئاسية!
كما كان كلام من جهات سياسية اخرى اكدت اهمية تفاهم عون وفرنجية عملا بمبادرة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي لم يعرف ما اذا كان قد جمد مساعيه او انه يصر على مبادرته التي لا بد وان تؤدي الى انتخاب فرنجية رئيسا فيما هناك من يرى ان الامور لا تزال تعاني من تعقيدات اقلها ان الاقطاب الاربعة ينتظرون دعوتهم الى بكركي فيما من المؤكد ان الدعوة قد ارجئت الى ما بعد عودة البطريرك الراعي من زيارته الرسمية الى مصر، مع ما يعنيه ارجاء اجتماع الاقطاب الاربعة وهل سيكون تفاهم بينهم؟!
واللافت في هذا الصدد ان ثمة اجماعا على بكركي متسعا من الوقت لاختيار الرئيس العتيد، اضف الى ذلك ان حزب الله لا يزال على موقفه من تأييد عون، «الا في حال تراجع الاخير عن ترشيح نفسه»، فيما تقول مصادر مطلعة انه مهما حصل فان الجنرال لن يتراجع عن موقفه قناعة منه انه الرئيس المؤهل الوحيد لتولي المنصب قياسا على ما سبق له القول «انا او لا احد»؟!