Site icon IMLebanon

السباق المحموم

 

 

تكفي نظرة بانورامية الى الوضع اللبناني، ليتبين أن هذا الوطن، المصاب بالأمراض على أنواعها، يتجه الى مصير أسود محتوم، قد تترتب عليه تداعيات مصيرية حادّة، لا يحتاج المرء الى كثير من البحث والتدقيق ليستخلص خطورة نتائجها.

 

صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يدخل لبنان في نفق الشغور الرئاسي… إلّا أنها المرة الأولى التي يترافق فيها هذا الشغور مع الانهيار الشامل تحت فراغ متمادٍ في الإدارة والمؤسسات العامة والقضاء… مع انهيار الوضع المالي وامتداد الداء الى القطاعات كلها بما فيها القطاع الخاص بمقوماته قاطبة: الصحية/الطبية، التربوية، الاقتصادية الخ…

 

الى ذلك ليس ثمة اطمئنان الى أي مساعي فعّالة لمواجهة الأزمات، بدءاً بالاستحقاق الرئاسي، في وقت تتضارب المعلومات حول المبادرة الفرنسية التي يرى البعض أنها تترنّح فيما يرى سواه أنها باقية حية ما لم يصدر عكس ذلك إمّا من الجانب الفرنسي أو من حارة حريك… وهذا قد لا يكون وارداً في القريب العاجل في أي حال.

 

أمّا بالنسبة الى الحوار الدائر بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك فهو يمضي سبيلاً ولكن من دون أي ضمانات بالتوصل الى نجاحه بخاتمة سليمة من شأنها أن تضع حداً للشغور الرئاسي، وذلك لأسباب عديدة.

 

أوّلاً – ليس ثمة تأكيد على أن حزب الله سيوافق على شروط الوزير جبران باسيل الثلاثة، التي باتت معروفة.

 

ثانياً – ليس ما يثبت أن الرئيس نبيه بري موافق على شروط رئيس التيار الوطني الحر، حتى إشعار آخر.

 

ثالثاً – حتى لو وافق بري فإن تأمين الـ65 نائباً للمرشح الرئاسي سليمان فرنجية لن يكون في متناول اليد بسهولة.

 

رابعاً – ولو افترضنا جدَلاً أن الأكثرية المطلقة متوافرة فلن يسري هذا الأمر على أكثرية الثلثين، إذ سيبقى في قدرة المعارضة أن تعطل هكذا نصاباً.

 

خامساً – على أهمية ذلك كله، يبقى أمر مبدئي في غاية الأهمية، وهو أن الطيف السني في البلد استفاق الى وضعه وهو يرى أنه بعيد (والأخطر يرى كذلك أنه مستبعَد) عن الصورة، وهو لم يعد يقبل بهذا الواقع، وبالذات لن يقبل باللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، ولقد عبّر غير قيادي ونائب فيه عن هذا الرفض. واللافت أنه التقى، على ذلك، الجهات السنية التي تحالف حزب الله، والجهات التي تختلف معه، وهي الأكثرية…

 

إنها مرحلة حاسمة تتميز بنُذُرٍ الأيام الصعبة، وبالتالي يبدو التفاؤل مهزوماً في هذا السباق المحموم.