IMLebanon

حزب الله والرئاسة… الإختبار الأول بعد الحرب… 

 

 

عندما بدأت الأزمة الرئاسية في لبنان قبل حوالى السنة من طوفان الأقصى، وبدء العدوان “الإسرائيلي” على غزة ودخول المقاومة في لبنان المعركة كجبهة إسناد، كان البعض في البلد يَنتظر تحوّلاً خارجياً ما، ليُرجِّح الكفة لصالحه بإيصال رئيس جمهورية يتناسب مع مشروعه السياسي، وتحديداً الفريق المناهض للمقاومة، الى أن اندلعت الحرب وبات الرهان على هزيمتها لتحقيق نفس الهدف، لكن وقتها كان فريق المعارضة وعلى رأسه “القوات اللبنانية” ليس لديه مرشّح ثابت مُتَفَق عليه لخوض هذه المعركة، بوجه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي يَتبنى ترشيحه الثنائي الشيعي بالدرجة الأولى، وكان أول مَن أعلن عن ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

تَعتبر مصادر مطلعة أن الفريق المعارِض تَدرَّج خلال الحرب على لبنان بمواقفه، مِن نعي حزب الله والحديث عن مرحلة ما بعده، كما قالت السفيرة الأميركية، بعد الضربات التي تلقتها المقاومة من العدو “الإسرائيلي”، الى طلب وقف إطلاق النار من رئيس وزرائه، بعد أن عدّل المشهد مجاهدوها على مدى فترة تجاوزت الخمسين يوماً، حيث منعوا خلالها جيش الإحتلال من السيطرة على قرية واحدة في الجنوب، عدا عن قيامهم بعمليات نوعية من استهداف منزل نتنياهو الى إشعال “تل أبيب”.

 

ومع إعلان وقف إطلاق النار بعد ٦٦ يوماً من العدوان “الإسرائيلي”، تقول المصادر صحيح أن الصوت المناهِض للمقاومة عَلا صراخه، إلا أنه من الواضح لن يستطيع الذهاب بعيداً بترجمته على الأرض، خاصة بعد أن أعلنت “القوات” استعدادها لفتح حوار مع الرئيس بري، ما يعني الإلتزام بواقع الحال أنها لا زالت تُواجِه فريقاً وازناً في البلد، خاصة بعد أن فشلت بإستغلال الفرصة، التي كانت متاحة لها خلال الحرب، وهذا ما ظَهر بـ لقاء معراب الأول، حيث أدركت على ما يبدو أنها ليس بمقدورها الإتيان برئيس أو فرضه، فتراجعت بطموحاتها مُجبرة الى المطالبة بالحصة المسيحية كاملة، أو على الأقل حصة وازنة وفق المصادر.

 

من جهته رئيس مجلس النواب وبمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار، حدّد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني، وكأنه بذلك سبق الفرنسي والأميركي الذي قال إنه ليس من الضروري الإستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وفق المصادر، لكن بري بهذا الإعلان أسقط الحجة على الجميع في الخارج والداخل، وتحديداً المعارضة التي ليس لديها حتى اللحظة مرشح جدي يخوض معركتها الرئاسية بوجه مرشح الثنائي، الذي دعا من بداية الأزمة الرئاسية الى الحوار للتوافق على رئيس موقفه واضح من المقاومة، وهذا ما أعلنه حزب الله بالتحديد.

 

لم يتغيّر هذا الطرح لدى حزب الله بعد الحرب، وعلى ما يبدو أنه رغم الترويج مِن قِبل المعارضة لهزيمته لن يستطيعوا تَخطيه حتى باستمرار محاولات تطويقه من قبل الأميركي، الذي قال على لسان هوكشتاين متوجهاً للمعارضة، إن مَن يرى حزب الله قوياً فليعمل ضدّه في السياسة لإضعافه، في إشارة الى عدم رضا الفريق الداخلي المناهض للمقاومة على نتيجة هذه الحرب، فيما يتعلّق بوضع الحزب الحالي وفق المصادر، فقبل الحرب وبعدها لن تستطيع واشنطن فرض رئيس على اللبنانيين.

 

من الواضح أن هناك معادلة جديدة في الخارج والداخل ستُرسى في المرحلة المقبلة، تُثبّت التوازنات الداخلية من انتخاب رئيس الى تشكيل حكومة واستحقاقات تتبعها، سيخوض خلالها حزب الله مواجهة سياسية لا تقل شأناً عن مواجهاته في مختلف الجبهات، يُقابلها تحدٍّ من المعارضة، إستكمالاً لمحاولات أميركا بتقييد دوره، لذا يُعتبر الإستحقاق الرئاسي أول إختبار للحزب بعد الحرب، ليتضح المشهد الداخلي أكثر، خاصة بعد أن أكد الشيخ نعيم قاسم في أكثر من خطاب على حضور حزب الله ودوره في البلد سياسياً ومقاومةً…